The American Train: Derailing from the Track of International Law

<--

القطار الأميركي .. والخروج عن سكة القانون الدولي

دراسات

الثلاثاء 3-3-2015

دينا الحمد

كثيرة هي الآراء والمقالات والبحوث والاعترافات الغربية التي درج أصحابها على الجهر بها مؤخراً وانتقدوا خلال سطورها السياسات الأميركية في العالم التي جلبت الكوارث والمآسي للأميركيين وللشعوب على حد سواء ،

بعد أن أصبحت الولايات المتحدة الدولة الأولى الداعمة للإرهاب ولا تمتثل لأي قانون دولي ، لأنه يقيد أفعالها وتصرفاتها ، وليس هناك أي دستور أو قانون أو اعتبارات إنسانية يمكن أن تلجم رغباتها ومصالحها بغض النظر عما تحمله من عواقب وخيمة على العالم.‏‏

ومثل هذه الآراء ليس مصدرها التنظير فقط بل هي حقائق مدعمة بالوثائق والأرقام فتداعيات التدخلات السياسية والعسكرية المتهورة وغير المسؤولة التي تقوم بها واشنطن في بلدان عدة حول العالم أدت وبشكل متعمد إلى حدوث دمار لا يوصف وأطلقت العنان لشرور كبيرة في العالم، فالاضطرابات التي أحدثتها الإدارتان المتعاقبتان لجورج بوش وباراك أوباما في المنطقة العربية جلبت الموت والدمار لسكانها وشردت الملايين منهم مع احتمال وقوع أعداد لا تحصى من الضحايا مع اندلاع أحداث ما يسمى الربيع العربي وتدخل أميركا بشكل مباشر في دعم الحركات الإرهابية باسم الديمقراطية والحرية .‏

ومن الأدلة الأخرى دعم أميركا للكيان الصهيوني الذي يواصل احتلال الأراضي العربية وسرقة مواردها بدعم من الولايات المتحدة ،وقد رأى العالم كيف أن الكونغرس الأميركي وفي خضم احدث العدوان الأخير لقوات الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة أصدر قراراً يدعم فيه جرائم الحرب الإسرائيلية ويقدم ملايين الدولارات لدفع ثمن ذخيرة الاحتلال ولتجديد ما يسمى منظومة القبة الحديدية في الكيان الإسرائيلي .‏‏

والمفارقة أن واشنطن تبرر الجرائم الإسرائيلية بما تسميه حق الدفاع عن النفس وتصف أي رد يصدر عن الجانب الفلسطيني على الاعتداءات الإسرائيلية بأنه إرهاب ، حيث نجحت السياسة الأميركية فقط في تدمير سمعة الولايات المتحدة التي تحولت بنظر العالم إلى أكبر تهديد للسلام العالمي وذلك بفضل ما قامت به إداراتها .‏

ولم تتوقف هذه السياسات على دعم الكيان الإسرائيلي بل قامت الولايات المتحدة بعدوان على العالم برمته ، وضحاياها في العالم لم تعد مقصورة على العراق وأفغانستان وسورية وليبيا ومصر والسودان والصومال بل طالت عشرات البلدان , ويرى بعض المحللين أن ما يفسر هذا العدوان هو أن الولايات المتحدة تتعرض لانهيار عام إذ إن أهرامات مديونيتها تنهار تحت ضغط التناقضات الداخلية وترتفع ديونها كالسهم نحو الأعلى ، ويؤكدون أن أي هرم مالي ينهار في وقت ما من ذاته لذلك فإن الهرم الذي بنته الطبقة الرأسمالية الأميركية على قاعدة منظومة الاحتياطي الفيدرالي قد بدأ ينهار وكي تستمر هذه الطبقة في الحياة كان عليها أن تقوم بشطب الديون المتراكمة وأفضل وسيلة لشطب الديون هي الحروب.‏‏

ويقدم هؤلاء المحللون الأدلة الكثيرة على ذلك ومنها أن الديون الليبية المستحقة على أميركا ضاعت بعد غزو ليبيا كما اختفت تماماً المسؤوليات المالية الأميركية أمام العراق ، وهكذا تحاول أميركا شطب ديونها في كل العالم والتي تقدر بما يقارب خمسين تريليون دولار بالإضافة إلى أربعة تريليونات دولار كتعويضات خدمة هذه الديون الأولية.‏‏

وفيما تولي معظم قوى العالم التي تتصدر المشهد الدولي أهمية كبيرة لكي تكون سياستها صريحة ومنفتحة ، وتصر في كل المحافل الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على تنفيذ مبادئ القانون الدولي في العلاقات بين الدول ، وتحترم حقوق وسيادة الشعوب الأخرى في العالم، وتؤكد على أن تكون سيادة الدولة من القيم غير المشروطة وألا يستطيع أي كان بغض النظر عن قوته العسكرية أو الاقتصادية أن يعتدي على تلك الحقوق ، تسير أميركا عكس التيار العالمي ظناً منها أنها تخدم مصالحها ودون أن تدرك أنها تجني على نفسها مثل براقش !!

About this publication