Trump and the Saudi ‘Milk Cow’ – He Who Humiliates Himself Accepts Humiliation

 

 

<--

بات مألوفاً أن يستغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأجواء الشعبوية التي تكتنف التجمعات الانتخابية للحزب الجمهوري تمهيداً لانتخابات الكونغرس النصفية، فيتفاخر بإنجازات إدارته زاعماً أنه لم يسبق لها مثيل في تاريخ الولايات المتحدة من حيث النمو الاقتصادي وانخفاض الفقر وازدياد الوظائف. كذلك بات معتاداً أن يتباهى بما تجلبه سياساته من أموال طائلة إلى الخزينة الأمريكية، سواء عبر فرض الرسوم الجمركية، أو خفض المساهمات الأمريكية في المنظمات الدولية، أو إجبار بعض «الحلفاء» على سداد ما أنفقته أمريكا في ضمان أمنهم

وفي هذا الصدد صارت المملكة العربية السعودية هدفاً مفضلاً لدى ترامب لجهة ما يترتب عليها من واجبات مالية، ليس في تغذية الصناعات العسكرية الأمريكية عن طريق توقيع عقود تسليح بعشرات المليارات فحسب، ولكن أيضاً على صعيد الدعم المباشر لمشاريع البيت الأبيض السياسية في المنطقة وتمويل «صفقة القرن» على سبيل المثال. وفي هذا السياق لم يعد الرئيس الأمريكي يكترث حتى بالحدود الدنيا من اللباقة في التخاطب الدولي، فصار يستخدم لغة تمزج بين الإهانة والتهكم والابتزاز والوعيد، على رؤوس الأشهاد

ففي أيار/ مايو 2017، خلال زيارته إلى الرياض، وقع ترامب مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عقود تسليح بلغت قيمتها 110 مليارات دولار، ولكنه لم يكتف بهذا بل توجب أن يستغله إعلامياً وسياسياً أيضاً، عند استقباله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في آذار/ مارس هذه السنة. وخلال مشهد جدير بالمسرح الهزلي الهابط عرض ترامب رسوماً بيانية توضح تفاصيل العقود، وكاد أن يضع رسماً بقيمة 525 مليون دولار على صدر بن سلمان وهو يقول إنها «فتات» بالنسبة إلى المملكة

ومؤخراً، خلال تجمع انتخابي في ولاية فرجينيا، أضاف ترامب دفعة جديدة من الإهانات للمملكة، حين أعلن التالي أمام حشود من أنصاره: «أنا أحب السعودية. إنهم رائعون، تحدثت مع الملك سلمان هذا الصباح. قلت له يا ملك، لديكم تريليونات من الدولارات. ومن دوننا، من يعرف ما الذي سيقع. معنا هم في أمان». ولهذا فلا بد من الدفع، وليس عبر المشتريات العسكرية أو تغطية السياسات مالياً فقط، وإنما أيضاً فييدان النفط وإجبار المملكة على الانشقاق عن خطط منظمة الأوبك، وتهدئة الأسواق وأسعار الخام عن طريق ضخ 500 ألف برميل إضافي يومياً، وهذا كان مضمون التهديد الذي أطلقه ترامب قبل أيام خلال خطبته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

وخلال حملته الانتخابية كان المرشح دونالد ترامب قد اختار أن يطلق على المملكة العربية السعودية صفة «البقرة الحلوب» التي سوف تُساق إلى الذبح حين يجف ضرعها. وبعد انتخابه لم يتوقف عن الدعوة إلى مزيد من «حلب» هذه البقرة، وكأنه ينوي استنزافها تماماً قبيل أن تنتهي ولايته الأولى. ولكن الإنصاف يقتضي التذكير بأنه لم يكن أول رئيس أمريكي يعتمد هذا النهج، إذ كان سلفه باراك أوباما قد دفع الرياض إلى توقيع عقود بقيمة 115 مليار دولار، وبين أعوام 2011 و2015 انفردت المملكة بنسبة 10٪ من كامل مبيعات الأسلحة الأمريكية. المملكة هي التي هانت، ومن يهن يسهل الهوان عليه

About this publication