توقيع

2007/11/12

 

توقيع
استنساخ لا تحمد عقباه
فاتح عبدالسلام

مازال هناك صورة مشوشة إزاء استنساخ البشر في العالم. فالدول الكبري لا تنظر إلي الناحية الدينية التي قد تثار هنا وهناك. ولكن ثمّة مخاوف أخري من الصعب أن تفصح عنها أجهزة الاستخبارات الكبيرة في العالم. غير ان تجريم الاستنساخ دولياً لم يحصل حتي الآن .. وقد لا يحصل وتمر عاصفة الاستنساخ لتصبح أمراً واقعاً. ويكون بمقدور الدول استعادة التراكيب البيولوجية لشخصيات عبقرية أو هزيلة مرّت في حياتها، وإذا كان متعذراً استعادة نسخ من شخصيات مضت منذ قرون طويلة، فإنّ المتاح منذ تقدم علم الخارطة الجينية قد يكون مدعاةً للخوف أيضاً. فمازال هناك شخصيات يمكنها أن تقلب موازين كل شيء فيما لو استنسخت. ومازال هناك جدل حول اذا كان استنساخ الرئيس بوش يصاحبه تكرار في شن حروب عالمية في افغانستان والعراق في غضون تكرار هجمات نيويورك .. وهل ان استنساخ شخصيات من الحقبة السوفييتية بإمكانه أنْ يعيد الحرب الباردة أو ربما اعادة ما حال بين تلك الحرب وبين أن تكون نووية وشاملة. والصينيون المعروفون بعلم التحنيط ومعرفة أسرار الجراحة والدواء العشبي منذ آلاف السنين قد يكون لهم مفاجأة ويستعيدون شخصيات من عهد كونفوشيوس.. أو قائداً من الفترة الذهبية للجيش الأحمر قد لا يرضيه تقارب الصفقات بين واشنطن وبكين.
وربما كان المواطن العربي ازاء ذلك كله الأقل طموحاً في هذا المضمار.
فمن النادر أن يطمح مواطن عربي استنساخ حاكم عربي، فطموحه في الآتي الذي يجلب له تغييراً في حظوظ معيشته وكسب رزقه وحريته .. غير ان المخاوف قد تكون جدية إذا كان بين العلماء عالم عراقي "مزدوج الحقد" علي الشعب والامريكيين في آن واحد، وأراد عمل مقلب في البيت الابيض والعراقيين معاً وقام خلسةً باستنساخ شخصية رئيس الحكومة في العراق نوري المالكي .. فأي مستقبل سيكون للأمريكان في هذا البلد .. وأي حقبة مظلمة جديدة سيدخل فيها العراقيون وكم عقداً من عهد المليشيات وفرق الموت والفساد ستكون في انتظار هذا الشعب النازف!؟