World Controlled By ‘Zionized American Right-Wing Fanatics’

<p>Edited by Louis Standish</p>

<--

بيدي لا بيد عمرو

إياد سمرين: لا يهم اسم التنظيم الإسلامي الذي يراد له أن يقف وراء تفجيرات لندن، فمنذ هجمات سبتمبر 2001 وبدء الحقبة الأمريكية الجديدة القائمة في أساسها علي الاستبداد، وانتهاج سياسات متعجرفة مع مختلف شعوب الأرض من جهة، وقضائها علي كل النماذج والقيم التي طالما تغني بها الأمريكيون باعتبارهم مهد القيم العالمية من جهة ثانية، باتت فكرة “الحرب علي الإرهاب” التي أعلنت للعالم بلسان رئيسه جورج بوش هدفا يخفي وراءه أهدافا أخري أبعد ما تكون عن مكافحة ما يسمي بالإرهاب، خاصة وأن الولايات المتحدة نفسها أصبحت أكثر من يمارس هذا الإرهاب.

ربما يتساءل البعض لماذا وجهت أمريكا هذه الفكرة المجنونة ناحية العالم الإسلامي، باعتباره أي العالم الإسلامي مهد لظاهرة الإرهاب؟! وبعيدا عن “نظرية المؤامرة” يمكن القول بأن الولايات المتحدة قد اتخذت من العالم الإسلامي عدوا لها تحت ذريعة محاربة الإرهاب، لحاجتها أي الولايات المتحدة لستار تخفي وراءه طبيعة الأهداف والمصالح الأمريكية الراغبة فيها في عالم اليوم.

إن المضحك والمبكي في عالم اليوم، الذي تتحكم به طغمة مهووسة مناليمين الأمريكي المتصهين، والذي يخضع كليا لمفاهيم توراتية خرافية فرضت عليه إعلان الحرب علي الإسلام، تحت مسميات جديدة منها الإرهاب، ان الولايات المتحدة ومن وراءها بريطانيا وحلفاء آخرون هي من تمارس الإرهاب بكافة أشكاله انطلاقا من العراق، سواء تحت كذبة نشر الحضارة الإنسانية مرورا بضرورة تطبيق الديموقراطية أو أهمية الإصلاح أحيانا أخري.

ورغم أننا نعلن صراحة وقوفنا ضد هكذا هجمات وندرك أنها تشوه صورة الإسلام الحقيقي وأن مترو الأنفاق في لندن ليست ساحة الجهاد، إلا أن تساؤلنا هو لماذا ضج العالم كله لهذه الهجمات في حين يصمت أمام ما يحدث من إرهاب أمريكي وبريطاني في العراق؟!

إن الاندفاع نحو اتهام العرب والمسلمين بالإرهاب، سببه حقد مشحون بعداء صهيوني عقائدي متجذر في فكر السياسة الغربية تجاه المسلمين. لقد اتخذت فكرة “الحرب علي الإرهاب” التي ابتدعتها عقول المحافظين الجدد في البيت الأبيض أشكالا وأبعادا متعددة، تنطلق من أن الإرهاب خطر عالمي لا يفرق بين ما هو أمريكي أو أوروبي، وتفوق ما لدي الأمم من تصور لهذه الفكرة، الأمر الذي وفر لواشنطن أرضية جديدة في التعامل مع الآخرين بما في ذلك الدول الأوروبية كما تريد.

About this publication