'May God Protect Us' If America Strikes Iran

<--

شاه إيران والدولة الإسلامية

أيام حكومة مصدق الشيوعي، وخوف شاه إيران محمد رضا بهلوي من قوته وشعبيته، بالفعل استطاع أن يفعل شيئا فأدركت المخابرات المركزية (C.I.A) بقيادة ليس مديرها فحسب بل رئيس الولايات المتحدة آنذاك أيزنهاور، أنه يجب القيام بعمل ينقذ الشاه من مصدق حيث تم نقله وأهله وبسرعة البرق من طهران إلى بحر قزوين بطائرة إلى جنيف مرهوبا خائفا، وذلك للمكث فترة قصيرة (أياما معدودة) إلى حين محاولة إعادته مرة أخرى إلى طهران، وفعلا وفي الطائرة نفسها، وما هي إلا أيام حتى رجع الشاه إلى إيران معززا مكرما، حاكما مدة نافت على العشرين سنة أو أقل قليلا، وذلك عندما فعلت المخابرات المركزية أفاعيلها بأن أغرت فقراء طهران الذين يسكنون في بيوت الصفيح نظير تومانات قليلة خرج على إثرها بهلوانات طهران يتقدمون تظاهرة صغيرة أخافت مصدق وارعبته حتى اعتقد انها ستكون تظاهرة كبيرة تشمل جميع مناطق إيران، لأن هاجس الرعب الأميركي ينام معه ويصحو فحاول الهرب ولكنه سقط بعد ذلك.

بعد مضي فترة طويلة على رجوع الشاه إلى الحكم أصابه الكبر والعنفوان والغرور الذي تولد من الترسانة العسكرية الأميركية التي اعتقد أنه بها سيرجع مملكة فارس القديمة، حتى أحست بمؤامرته فأقصته بحركة مخابراتية سريعة فأسقطته فضاع في دول العالم لا يدري أين يحل أو يستقر حتى وافاه الأجل ولم تقبله دولة إلا مصر السادات وبعد موافقة من أميركا!

سبحان ربي ما أشبه الليلة بالبارحة.. اليوم في إيران تتكرر التهديدات المبطنة والصريحة المتنوعة التي تطلقها إيران منها إذا ضربتنا أميركا فليس لمصلحة دول المنطقة، فسنحرق الجميع وهكذا تسمع هنا وهناك تصريحات من رجالات الدولة في إيران أو في جمعيات أو لجان أو.. أو.. تهدد دول المنطقة إذا مست إيران من قبل أميركا، ولا أشنع وأصرح من تصريحات ‘حزب الله’ الإيراني (السياسة 18/4/2006) الذي يهدد دول الجوار بضربة مدمرة، بل هدد هذا الحزب الغرب كله بما فيه تركيا لو ساعدت أميركا.. بل حذر خرازي زعيم حزب الله من: أن إيران ومنظمة حزب الله الإيرانية لن تتركا أي بلد في العالم يجرؤ على تقديم الدعم للولايات المتحدة لضرب إيران!! أليس هذا اعتدادا بالقوة وإرهابا وتهديدا واضحا للجميع، حيث لم يقتصر على دول الجوار وإنما العالم بأسره من دون تحديد.

ولكن دعوني أبح لكم بحزني وغمي وهمي فأقول، كم عمر دول الخليج مجتمعة؟ بل كم عمر مجلس دول مجلس التعاون الغنية؟ وكم عمر إيران الإسلامية؟ وكيف تسلحت بهذه الأسلحة النووية وبهذه السرعة حتى أرهبت الجميع وأرعبتهم من دون تحديد، وأعني بها دول المنطقة؟ لماذا إيران قامت بذلك ولم تقم دول الخليج مجتمعة بتأسيس، لا أقول ترسانة نووية وإنما جيش عرمرم فتاك قوي بأسلحة حديثة قوية بجد وحقيقة ليس للتصوير والتحقيقات الصحفية أي ذر الرماد في العيون اسمه عندنا مناورات وغيرها لا تغني ولا تسمن من جوع، أي ليست مصدر خوف للآخر، وبأن يحسب لها ألف حساب فحتى ‘درع الجزيرة’ فككوه أو وضعوه في المكاتب!

المستقبل يا سادة للقوة وللقوي ولا يملك ولا ينصع القوة والقوي إلا العقيدة والفكر والمنهج، لأن ذلك هو الذي تجتمع عليه الشعوب أو الشعب الواحد، وهذا ما فعلته إيران بتأييد الشعب لها، لأنهم ينظرون إلى هذا الأمر من خلال العقيدة! فهل من مستبصر من كلمات حزين ينظر إلى مستقبل المنطقة وما سيؤول إليه حالها؟ سواء ببقاء هذه الترسانة دون ضربها من أميركا أو عند ضربها فكله دمار في دمار، فإيران في الأولى مؤكد – والدلائل واضحة في العراق وجنوبه من ضلوع إيران هناك – انها ستغزو دول المنطقة كلها وتحتلها وهذا مخطط قديم مسطر في الكتب القديمة بل والحديثة، والثاني مآله معروف من اليوم فلابد أن يصيب دول المنطقة قاطبة فستصبح يومها كارثة لم تشهد لها الأرض مثيلا. الله سلم سلم، ولكن قد يسأل سائل: أليس في ترك أميركا إيران تقوم ببناء هذه الترسانة النووية دليل على التعاون الأميركي – الإيراني الخفي؟ ألا يكون ذلك بالاتفاق لاستمرار تهديد إيران لدول المنطقة لتستنجد هذه الدول بأميركا على الدوام؟ ألا يكون الخيار العسكري مستبعدا للتهديدات الإيرانية لدول المنطقة والعالم؟.. وأسئلة أخرى تطرح هنا وهناك قد تكون كلها صحيحة أو جزءا من الحقيقة. والله المستعان.

About this publication