The Bad and the Good of the American Dream

<--

سمير المقرن

الحلم الأمريكي ومحاولة العبور نحو الشرق الأوسط 1-2

سمير المقرن

كل من عاش أو زار الولايات المتحدة الأمريكية وجد في هذه الدولة (بل هي مجموعة من الدول) كل ما قد يسعى إليه من سبل الخير أو الشر ؛ السعادة أو التعاسة ؛ النجاح أو الفشل وهذا الواقع قد نجده في دول العالم الأخرى ولكنه في أمريكا (واسمحوا لي باستخدام هذا المصطلح أمريكا كناية عن الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الاختصار لا غير) يختلف وله طابع خاص.

و كل من لم يسبق لهم زيارة أمريكا وبناء على الدولة التي ينتمون إليها والظروف المعيشية التي يتعاملون معها وبسبب الصورة الزاهية للمجتمع الأمريكي التي يصورها الإعلام الأمريكي المسيطر والطاغي على العالم، يبدأون بالتفكير بالحلم الأمريكي القابع في ذهن العديدين في مختلف أصقاع الأرض. و عبارة «الحلم الأمريكي» عبارة قديمة جداً، قدم تأسيس أمريكا نفسها كدولة تملك العديد من المقومات التي جعلتها في آخر المطاف تصبح الدولة العظمى الوحيدة في العالم، ولم يتأت لها ذلك قبل أن تطلق بعض شرورها الداخلية والتي تسببت في القضاء على السكان الأصليين لها بأبشع الوسائل؛ و أدارت رحى الحرب بين شمالها و جنوبها، و خاضت غمار صراع البيض من سكانها مع الملونين وانتهت بما آلت إليه من ترسيخ الفجوة بين الأغنياء والفقراء أو ما يطلق عليه في بعض التفسيرات : الرأسمالية.

وبالعودة إلى تعريف عبارة «الحلم الأمريكي»، والتي تعني بالنسبة للقادمين للعيش في أمريكا أو من يرغبون في ذلك؛ أنه عندما تصل إلى أمريكا وتبدأ في مواجهة الحياة هناك فإنه بإمكانك تحقيق «الحلم الأمريكي» الذي يتمثل في تحقيق ما تريده لنفسك من أهداف وأمنيات، فإن أردت أن تكون موظفاً مستقراً وتسعى لتكوين عائلة وأن تعيش حياة هادئة «تستطيع»، وإن أردت أن تكون لاهياً مستمتعاً بحياة دون معنى أو هدف «تستطيع»، وإن أردت أن تكون مجرماً يحقق لنفسه المستوى المعيشي الذي يريده «تستطيع»، وإن أردت أن تكون ثرياً يحقق لنفسه مستوى معيشيا مرتفعا «تستطيع»، وإن أردت أن تدخل دائرة السياسة الداخلية أو الخارجية وقد تصل إلى مواقع مؤثرة «تستطيع»، الخيارات مفتوحة، وكل ما عليك هو أن تقرر وتبذل الجهد وتستطيع تحقيق هدفك ما دمت ملتزماً به؛ بل ولن تجد صعوبة ولن يخالجك الحياء في تبريره وبمعنى آخر وكما جاء في وصف لكوميدي أمريكي ساخر : ما يميز أمريكا هو : أنك تستطيع عمل أي شيىء والحصول على كل ما تريده ولكن المهم أن لا يتم القبض عليك من السلطات الأمنية أو إدانتك من السلطات القضائية !. وللحديث عن الحلم الأمريكي وعلاقته بالشرق الأوسط له بقية قادمه.

About this publication