Arabs Admit Being Cowed Before American Invasion

<--

توقيع

2007/03/28

قمة الاعتراف بالأخطاء

فاتح عبدالسلام

يمكن ان تحمل هذه القمة العربية عنوان قمة الاعتراف بالأخطاء. وهي ليست أخطاءً عادية وانما هي خطايا دفع ثمنها جيل عربي كامل من دمائه ونموه ومستقبله.

واذا ما استقرت هذه التسمية علي قمة الرياض فإنها ستكون من انجح القمم علي وفق معايير القمم السابقة التي طبخت فيها طبخات ناقصة أو ملوثة أو مسمومة وراح ضحيتها أيضاً دول وشعوب علي حدّ سواء.

وأبرز الاعترافات هو ما قاله امين عام الجامعة العربية عمرو موسي في ان النظام العربي هو الذي منح الشرعية للوضع العراقي تحت الاحتلال وقبل بعودة عضوية العراق في جامعة الدول العربية بالرغم من ان الحاكم الفعلي والرسمي حسب مجلس الأمن والأمم المتحدة كان الامريكي بول بريمر. ومنذ ذلك اليوم اكتسبت الصيغة الطائفية التي قام عليها مجلس الحكم ساء ذكره شرعية عربية ما كانت تحلم بتحقيقها علي هذه السرعة الولايات المتحدة نفسها.

ولكن العرب أيضاً كانوا في أجواء حرب أمريكية كاسحة تلوح بالعصا والجزرة وتحت ضغوط الطائرات والبوارج التي ما هدأت فوهات مدافعها ساعة. ومن ثم فإن موافقات العرب كانت سهلة وسريعة علي أشياء كثيرة ما كان لهم الاّ أن يتشددوا إزاءها لمصلحة العراق كدولة عربية خضعت للتدمير والانسلاخ عن محيطها العربي، غير ان العرب فشلوا في استقراء مستقبل العراق بعد سنة او سنتين من احتلاله وواجهوا المشكلة متأخراً بعد ان سدت كل الطرق.

وما قاله الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ان الطائفية والاحتلال يهددان العراق هو تتمة للتوصيف الذي تحتمله قمة عربية خضغت لادارة قوية في إظهار موقف عربي واضح ازاء ملفات عدة لاسيما ان المنطقة جاهزة لاشتعال جديد بعد التصعيد في الملف النووي الايراني.

العرب ايقنوا انهم خسروا العراق كدولة تنتمي الي محيطهم السياسي والاقليمي ليس لمحاولة من السياسيين العراقيين لفصله فحسب وانما لانهيار اوضاعه الامنية الي الحد الذي بات الاقتراب العربي منه أمراً صعباً واحياناً يبدو مستحيلاً. واصبحت عملية ارسال سفير عربي جديد الي بغداد من الانجازات الكبري التي يشار اليها بالبنان في حين ان مئات السفراء والدبلوماسيين يتنقلون شهرياً في المنطقة والعالم من دون ان يسمع بهم أحد.

الوضع الحكومي الجديد في بغداد صدّر الي العرب مشكلة ملايين اللاجئين العراقيين التي اثرت علي شؤونهم الداخلية.

فالأردن وسوريا كانا منذ عقود أكبر حاضنين للاجئين في العالم من خلال القضية الفلسطينية والآن قطع العرب ثمار المشاركة في انهيار مكونات دولة عربية عريقة تحت الحرب والاحتلال وحكم الطوائف.

في الاشهر القليلة المقبلة ربّما ستكون فرصة الندم غير متاحة.

About this publication