Iraqis 'Must Confront Their Fate Alone'

<--

توقيع

2007/05/13

توقيع

عذر أكبر من ذنب

فاتح عبدالسلام

إقرار مبدأ التفاوض بين واشنطن وطهران حول العراق يعني أن هناك (حصة) في هذا البلد قد تكون بحجمه من أقصاه الي أقصاه يري الجانبان انها من حقهما حصراً. ولكن يبدو ان الخلاف ما زال يدور حول كمية الحصة وأشكال تصريفها. وهذا دليل علي صحة البديهية التي عمرها أربع سنوات وهي أن الشأن العراقي لا دولة له تديره ولا حكومة تنطق باسمه ولا انتخابات تستره ولا دستور يظله ولا فتوي تدير شؤونه.

ويبدو أن الفصائل المسلحة داخل العراق باستثناء القاعدة تعي عبر منظار يكاد يكون أحادياً هذه المعادلة بين واشنطن وطهران. حيث نري انّّ أفقها السياسي يدور حول التمسك بالتفاوض مع القوات الامريكية لتحديد مستقبل العراق مع عدم تقدير كافٍ للتعامل مع الطرف الايراني في المعادلة.

وحين نعود الي طلب طهران التفاوض مع الامريكيين مؤخراً حول أمن العراق نري الادانة تحوم حول تورط ايران في عدم استقرار العراق التي تريد مقايضة أمنه مع واشنطن في صفقة خاصة بها. وهذا عذر أكبر من ذنب يضع كثيراً من الحقائق التي يحاولون طويلاً سترها تحت الأضواء، بل يجعل النظر الي جميع الاحداث في العراق عبر ذلك المنظار المصلحي الايراني بما فيها تفكيك بنية الدول وجيشها الباسل واعادة بنائها علي اساس التقسيم والشرذمة والمحاصصات في محاولة لم تستطع ان تترجل من مخيلات مريضة الي أرض الواقع. ولعلها نجحت في أحسن الاحوال أن تنتقل الي حوار في دستور مختلف عليه حد الاقتتال وبعض القوانين والسلوكيات التنفيذية لاجهزة حكومية تخضع بوضوح لنفوذ مليشيات او مرجعيات أو مخابرات.

حصر الادارة الامريكية التفاوض مع طهران علي مستوي السفراء وعدم رفعه الي مستوي أعلي يؤكد ان لا نتائج مهمة في الواقع أبداً. وان العراقيين عليهم أن يواجهوا اقدارهم بأنفسهم موتاً أو تهجيراً أو وهماً أو حقيقة.

ستبقي الورقة العراقية اداة لاطالة عمر لعبة القط والفأر بين ايران والولايات المتحدة حتي موعد الانسحاب الامريكي.

About this publication