The Iraqi Education of U.S. General Dempsey

<--

2007/06/12

توقيع

عزيزي ديمسي .. هذا هو الماعون

فاتح عبدالسلام

مجلس النواب الامريكي ينشغل بجدل حول تدريب القوات الأمنية العراقية لتكون بديلاً للقوات الأمريكية تمهيداً للانسحاب أو لترضية الطرف الامريكي الذي يلح علي الانسحاب. وتحدث طويلاً الجنرال ديمسي قائد القوات الانتقالية المشرفة علي تدريب القوات العراقية وكأنّ المسألة هي توفير مدربين وأموال فقط. وكان رأيه ان الوضع الاستعدادي في تحسن وعاد ليشير الي انّ اموالاً كبيرة صرفت غير ان الكوادر لم ترتق الي التأهيل والعمق الكافي .. وكرر الخطأ الاستراتيجي بقوله ان رئيس الحكومة عازم علي تحسين اداء القوات العراقية. وهي جملة بلهاء لا يعرف معناها وربما استورثها كلازمة تصاحب الخطب الامريكية الجاهزة.

لكن ديمسي تعجب كيف انه لا توجد بنوك يمكن ان يودع فيها الجندي العراقي راتبه نهاية الشهر فيضطر الي أخذه معه كاملاً الي البيت وهي مسألة لا تحدث في الولايات المتحدة أو اوربا حيث الرواتب تدخل البنوك ثم يجري التصرف بها من قبل المستفيد.

وهي ليست ملاحظة عابرة مقحمة في الحديث كما تبدو من الوهلة الأولي وإنّما تدخل في صلب آلية بناء هذه القوات العراقية التي لم تستطع قوات الاحتلال توفير بنك في مأمن عن يد المليشيات التي لم يتحدث عنها هذا المسؤول الكبير أمام الكونغرس أو مجلس النواب لأنها فضيحة الفضائح ولأن أوراق المليشيات هي أوراق الصفحة الأخري من كتاب أقطاب الحكومة المنشور من دون حياء. فالجنرال ديمسي لم يتحدث عن المئات من حملة رتب الضباط المزورة الذين ينخرون جسم القوات العراقية ويتحركون علي وفق الأوامر الطائفية التي يشكو منها القادة الميدانيون الامريكيون قبل سواهم.

عزيزي ديمسي .. انك (تثرد) خارج الماعون .. والعيب ليس في ضعف نظرك أو قلة خبرتك .. فأنت جنرال متمرس وقديم .. ولكن يبدو انك لم تول اهمية التركيب السياسي الطائفي الذي أقحمه بول بريمر وبعض الأجهزة في العراق الذي يفرز هذا الاضطراب الأمني. الي جانب انك تتحدث في السنة الخامسة من احتلال العراق عن زيادة مفترضة للشرطة العراقية الي مائة وتسعين ألف عراقي حاصراً رؤيتك في النسبة العددية .. وربما لم تتوافر لديك احصائية عن عدد القوات التي تقاتلك في الجماعات المسلحة العراقية وهي تحمل لواءً مؤمنة به وهو تحرير العراق .. في حين تعيش الشرطة علي هاجس القمع الطائفي والولاء الحزبي.

About this publication