What the Americans Have Lost

<--

2007/08/07

توقيع

سقط متاع السنة الخامسة

فاتح عبدالسلام

الحملة الامريكية علي العراق بدأت تقر ببعض نتائجها الشبيهة بالصدمة علي الجيش الامريكي، حيث أعلن البنتاغون فقدان أثر مائة وتسعين ألف قطعة سلاح سبق أن تم تسليمها من الأمريكيين الي وحدات عسكرية حكومية. غير أن تسرب السلاح بسهولة من أيدي الحكومة (المنتخبة) الي هذا (المجهول) لا يمكن أن ينطلي علي الأجهزة الاستخبارية التي تعرف ان الوحدات الحكومية كانت أداة خاضعة وخانعة بيد المليشيات المتنفذة في الحكم الرسمي، كما تعلم الجهات الامريكية وسواها علم اليقين أن تشكيل القوات الحكومية علي أساس الحصص الطائفية هو السبب في تبديد السلاح وهدر الأموال وضياع الثوابت الوطنية، فضلا عن تسببه المباشر في نزيف الدم العراقي المستمر.

اذا قرر البنتاغون أو أية جهة أمريكية متحكمة أخري بالشأن العراقي جرد حصيلة ما فقدته واشنطن من الدعم الذي بذلته ومن المفترض أن يثمر انجازات عند تقديمه الي هذه الحكومة المتصدعة أو تلك التي سبقتها وكانت المفتاح التنفيذي لخراب العراق.. اذا قرروا فعلا فتح هذا الجرد من الحساب فإن الأمر لن يتوقف عند فقدان هذه الكمية من الاسلحة الخفيفة التي يمتلك العراقيون عشرين ضعفاً لها منذ ثلاثة عقود. وسوف يشمل الحساب لا محالة قوائم هائلة تظهر كم فقدت واشنطن من السياسيين الذين جاءوا في ركاب حملتها الحربية وانقلبوا الي جواسيس الي جهات ايرانية. وكم فقدت من أرصدة الدعم المالي التي ذهبت الي جهات عراقية اوهمتها بأنها كفيلة بغلق ملف الجماعات المسلحة الي الأبد عبر الاغراء والوعد والوعيد قبل اكتشاف أن الأمر كله سراب ثقيل. وكم فقدت واشنطن من سمعتها الدولية حين ظنت ان المالكي وشلته الاستشارية العبثية المتخلفة قادرة علي تغيير وجهة نظر العراقيين في مستقبل بلادهم ومن ثم تغيير وضع القوات الامريكية من ميزان الخسائر الي ميزان المكاسب. وكم ذهبت مساعي واشنطن أدراج الرياح حين اعتمدت علي (نفرات) جهلة أوهموها انهم سيرسخون اعلاميا وسياسيا مؤسسات المجتمع المدني والديمقراطية في العراق الحزين فتحولوا الي تجار (شنطة ومضاربين في بورصات العقار والفنادق والمطاعم الراقية). وكم خسرت الادارة الأمريكية ومازالت تخسر حين تسكت عن تقديم مسؤولين حكوميين الي المحاكم المحلية او الدولية بوصفهم مرتكبي جرائم ضد الجنس البشري قتلا أو تهجيرا، فالعراقي (موضوع حرب العراق المفترض أصلا) لا يفهم معني أن تقتصر المحاكمات علي عهد مضي في حين يجري التستر علي مجرمين وأفّاكين يرتدون البزات الرسمية ويصرفون علي انتهاكاتهم من أموال الشعب المنكوب بالعهد الطائفي التشرذمي الأسود ومازالوا يحكمون باسم الدماء التي يسفحونها.

هذه ليست حصيلة نهائية لما خسرته واشنطن في حرب العراق. وليس لي سوي انتظار ما تقر به جهات أخري غير البنتاغون بما فقده الامريكيون وهم يتقدمون لطي السنة الخامسة من الحرب العصية علي الطي.

About this publication