Bush's Nearly Inexplicable Words of 'Congratulation' …

<--

كتاب آخرون: كلمات بوش بقلم وليد الزبيدي

الكاتب : aliraqnews

بتاريخ: 2007/8/29

عدد مرات القراءة 110

الحجم 4.90 KB

في حدود الفهم السياسي لا يمكن قراءة كلمات جورج بوش التي قال فيها انه يهنئ من اسماهم بالقادة السياسيين العراقيين على الاتفاق الذي ابرموه فيما بينهم، إلا من زاوية واحدة تنحصر في اطار الخيبة الاميركية، التي اصبحت عنوانا بارزا في السياسة الدولية الحالية، لان ما جرى من تكتل في العراق يشبه من يعيد طبخة معينة بذات المواصفات والمقادير لكن في قدر آخر، وتجده يتباهى بها ويعيد وصفها بكلمات واصطلاحات اخرى، دون ان يتغير من الجوهر شيء، فإذا ألقينا نظرة سريعة دون الحاجة الى المزيد من التمحيص سنجد ان مكونات الجبهة الجديدة التي يصفها الرئيس الاميركي بالانتصار الكبير، هي ذات المكونات التي قادت العملية السياسية التي صنعها الاميركيون منذ بداية الاحتلال، وهؤلاء هم ذات الحكومة التي قادت العراق الى الهلاك والخراب، وحققت اعلى درجات الشحن الطائفي، وعملت اجهزتها ومؤسساتها المستحيل لاثارة الفتنة بين العراقيين، لتستفيد من قضية الاصطفاف الطائفي والعرقي، وهي ذات الكتل والاحزاب السياسية التي رسمت برنامج ادارة الدولة العراقية فبرزت الظواهر التالية، ونضعها هنا للتذكير ليس إلا، لربما بوش وفريق عمله لا يعرفونها، او لديهم صورة وردية لاوضاع العراق الحالية:

اولا: لقد اوصلت هذه الحكومة واستمرارا لحكومات الاحتلال الثلاث السابقة العراق ليحتل المرتبة الاولى في الفساد المالي والاداري، وتم تصنيف في المرتبة الاولى بين دول العلم من قبل منظمة الشفافية العالمية، وهذه المقارنة تشمل اكثر من مئة وستين دولة، فالسرقات لا شبيه لها في العالم، والمليارات تخرج من العراق الى البنوك العالمية، وليس ثمة من يعترض من اطراف الحكومة والعملية السياسية، لانهم يعتمدون مبدأ الشراكة في كل شيء وإلا لماذا هذا الصمت المطبق وثروات واموال العراقيين تسرق في وضح النهار وبكميات مخيفة.

ثانيا: لقد سجل تدني الخدمات في ظل الحكومات المتلاحقة اعلى درجاته في التردي والسوء، بل اننا نستطيع القول بأن الكثير من الاحتياجات الانسانية الرئيسية اختفت تماما، فالعراق يعيش مطلع القرن الحادي والعشرين بدون طاقة كهربائية، ويعرف الجميع انها تشكل العمود الفقري والمفصل الاساس في ديمومة الحياة للناس، ووصلت اسعار المشتقات النفطية الى اعلى مستوياتها في العالم وعلينا ان لا ننسى ان العراق بلد يطفو على بحار من النفط، ولا يستطيع الكثير من العراقيين الحصول على الادوية الضرورية ولا توجد خدمات طبية، والمستشفيات في اسوأ اوضاعها، والنفايات في الشوارع والازقة حيث الغياب التام للخدمات البلدية.

ثالثا: ان التدهور الخطير في ميدان التعليم في العراق يؤشر حجم الاخطار المحدقة بمستقبل ابناء ذلك البلد، ويزداد هذا التدهور بصورة يومية، ولا توجد دلائل تقول بوجود جهد لايقاف التدهور على الاقل .

رابعا: ان واحدة من اهم الظواهر التي برزت بعد الانتخابات الاخيرة وصعود الحكومة الحالية هي ظاهرة الجثث مجهولة الهوية حيث يتم اختطاف الناس بالجملة ويتم تعذيب اصحابها وترمى جثثهم في الطرقات والمزابل ويحصل ذلك اثناء ساعات حظر التجوال عندما لا يوجد في الشوارع إلا اجهزة الحكومة.

باختصار شديد هذه الانجازات التي حققتها حكومة العملية السياسية في العراق، ولهذا يهنئ الرئيس بوش العراقيين لان الطبخة الحالية ستعاد في قدر آخر، ليزداد الوضع سوءا، وهذا ما تثبته الايام.

وليد الزبيدي

كاتب عراقي

About this publication