Bush Learns from Mistakes; Embraces Al-Anbar Clans …

<--

كلمة الرياض

العراق.. الطائفة.. أم العشيرة؟!

يوسف الكويليت

هل جاء تحول الرئيس الأمريكي بوش نحو عشائر الأنبار بالعراق، أنه شعر بخطيئة كبرى، عندما وضعهم في القوائم الخلفية من اهتمامه؟ أم أنه جهل بطبيعة تركيبة العراق، وأن السنّة الذين قادوا مراحل حكومات العراق، كانوا أصحاب الخطيئة الكبرى، ليتجه الرهان إلى الشيعة، وفي هذا التصرف يستطيع الحصول على ولائهم متجاهلاً خطورة هذا التصرف ليقف في النهاية مع القبيلة التي طالما ظلت في رأي المحلل الاجتماعي والسياسي أنها بلا قواعد تؤسس لنظم حكومية متطورة، باعتبار الولاءات متعددة، ويصعب جمعها تحت مظلة واحدة؟..

جيد أن تتعلم الدولة العظمى من أخطائها لتغير من استراتيجيتها، وإن حدث ذلك متأخراً في العراق الذي جعلته أمريكا حقل تجارب لأسوأ إدارة سياسية زمن الحرب وما بعده..

أمريكا شعرت أن نجاح عشائر الأنبار في صد وملاحقة أعضاء القاعدة كان نجاحاً عجزت عنه جيوش أمريكا وحلفائها، ليحدث تطوراً في مسارات كثيرة أهمها أن أهالي تلك المناطق وفروا الكثير من الخسائر البشرية والمادية على الرئيس بوش رغم مرارة المعاملة السيئة التي قادته إلى التدمير العشوائي لمناطقهم والقتل المتعمد في إبادة أسر بكاملها، ثم الأهم أن المبادرة بحماية أراضيهم ومواطنيهم جاءت بمبادرة منهم، وبتوافق ألغى الحواجز بربط مصير وجودهم بتكاتفهم، وهنا أدارت أمريكا نظرتها إليهم لترى ما لم تكن تتوقعه من عناصر وضعتهم في خصومة حادة معها معتقدة أن المقاومة نشأت بينهم وتحالفت مع عناصر القاعدة وهو ما قد يكون صحيحاً في البدايات الأولى، لكن بندول الساعة تغير لمجرد أن شعروا أنهم ضحية أمريكا والقاعدة معاً..

الأمر الآخر الذي قد يقلب النظريات السياسية والعسكرية في العراق أن أمريكا أدركت من خلال سير المعارك دور العشائر، وبالتالي اكتشفت أن هذه العشائر هم أبناء عمومة وأصهار وأرومة واحدة، تجمع عناصر عربية قبلية بين الشيعة والسنة، وأن المذهب قد يقسمهم مرحلياً، ولكنه قد يتغير إذا ما دخلت الأزمات وأخذت بعداً أكبر بحيث تكرر الصراع بين فرس وعرب عندما رفع صدام حسين هذا الشعار وحارب إيران بعروبة العراق وكان في طليعة جيشه الشيعة ، وهو ما قد تؤكده مراحل الحرب إذا ما دوّرت بهذا الاتجاه، ليأتي تحالف القبائل بديلاً عن تحالفات مذهبية وحتى فئوية أو شبه قومية، ثم إن القبيلة في العراق أغلبيتها ليست رعوية على أطراف حدود العراق الصحراوية، وإنما هي مستوطنة في أراض زراعية وأرياف كبيرة، وهذا يجعل حق الدفاع عن الأرض يتماثل بالهدف والنتيجة مع الحواضر التاريخية التي استوطنت المدن، خاصة وأن أغلبية الشعب العراقي ريف قبلي زراعي، وآخر رعوي، لكن الأواصر بينهما كبيرة ومتقدمة.

وحتى لا يُعتقد أننا نبحث عن بديل قبلي في مواجهة فصيل مذهبي وطائفي فنشوء هذه التقسيمات مضر بكل الشعب العراقي والخطورة تأتي من اللعب على هذه الأحاسيس التي يتوفر وقودها في كل القرى التي يتشكّل منها العراق، لكن إذا ما جاء التنوع لصالح وحدته، فإن المتغير سيكون لصالح كل الفئات.

About this publication