The Outrage of Blackwater

<--

2007/09/23

زمان جديد

الأمن الأسود

عبدالرزاق الربيعي

مثلما جاءت أمريكا للعراق بديمقراطية لا يعرف رأسها من رجليها جاءت بشركات

أمنية خاصة تقوم بمهام حماية وحراسة للبعثات الدبلوماسية والشخصيات السياسية والمسؤولين الحكوميين ، وبدلا من أن تحافظ هذه الشركات علي الأمن أو تساهم في إستتبابه بإعتبارها شركات محترفة تضم نخبة من المحترفين بالقتل السريع علي الخطوط الساخنة !! صارت عبئا علي العراقيين فما أن ينفجر لغم أو يسمع إطلاق ناري حتي يحاول العاملون في هذه الشركات إثبات كفاءاتهم امام المسؤولين فيقدمون عروضا هوليوودية علي أرض الواقع وبالرصاص الحي

وغالبا ما يذهب ضحيته الأبرياء من المارة وقد تكرر هذا كثيرا في عدد من شوارع بغداد كما اكد لي شهود عيان لكن أي شخص لم يتكلم لأن الموت العشوائي في شوارع بغداد صار من البديهيات، و”من لم يمت” بالرصاص الأمريكي مات برصاص ( المليشيات والتكفيريين) أو… كمدا، كما حصل للكثيرين من العراقيين الذين لم يتحملوا ما تجري علي أرض العراق من عجائب وغرائب و….مصائب!!!

حتي وقع مطلع الأسبوع الجاري حادث عقب انفجار سيارة مفخخة قرب (ساحة النسور) ببغداد ، أثناء مرور موكب دبلوماسي أمريكي فقام حرسه الخاص الذي يعمل بشركة الأمن

الأمريكية “بلاك ووتر” بإطلاق النار علي الطريقة الهوليوودية ردا علي الانفجار.

فماذا كانت نتيجة جريمة شركة ( الماء الأسود)التي سودت وجه الأمن الأمريكي؟سقوط حوالي 15 شهيدا و أكثر من ثلاثين جريحا ــ نتيجة من العيار الثقيل الذي قد يسقط حكومة لوحصلت في بلد آخر غير العراقــ !! وكل هذا جري علي مرأي ومسمع الدبلوماسي الأمريكي الذي لم يصب بأي أذي، سوي إنزعاجه من صوت الإنفجار عقب الحادث الذي ذهب ضحيته الأبرياء من المارة!!

وماذا فعلت الحكومة؟

إستنكرت ونددت والغت ترخيص تشغيل الشركة التي نفت هذا الإلغاء!!!

ماذا فعلت أمريكا؟

عبرت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عن أسفها للمالكي، تكرر هذا الأسف كثيرا علي ألسنة الساسة الأمريكان -حتي صارت السنتهم مصانع لتفريخ الأسف!!- و اتفقا علي التعاون معا في إجراء تحقيق!! سيقيد بالتأكيد ضد مجهول لعدم كفاية الأدلة!!!

وماذا قالت الشركة التي إرتفع أسهمها في سوق شركات الأمن الخاصة وعلا صيتها وصارت أشهر من نار علي علم (أمريكي) بعد أن أثبت أفرادها كفاءتهم في القتل السريع بدم بارد؟

قالت بحسب وكالة الأنباء الألمانية إن ” هذه القافلة تعرضت لهجوم عنيف من قبل متمردين مسلحين وليس مدنيين “

وهذا العذر أقبح من الذنب، ذلك لأن المسلحين عندما يهجمون علي هدف فبالتاكيد إنهم يعتمدون أسلوب المباغتة معتمدين علي أسلوب الكر والفر ولذلك يكونون

بمنجي من ردود أفعال القوات الأمريكية، ومن يكون الضحية؟

المواطن العراقي الذي يقوده حظه النحس لذلك المكان حيث يكون هدفا لنيران الإثنين : المسلحين والأمريكان

تضيف الشركة في تبريرها الجريمة “قام عناصرنا بواجبهم في الدفاع عن الحياة

البشرية”

والعراقيون أليسوا بشرا؟

وحياتهم أليست حياة؟

About this publication