U.S. Congress Decides, While Iraqis Go 'Beep … Beep Beep'

<--

2007/09/26

توقيع

طوط طيط .. طوط طيط

فاتح عبدالسلام

التصويت في الكونغرس الامريكي علي تقسيم العراق هو اعلان نهائي علي ان العملية السياسية التي جاءت بأوراق الدستور والانتخابات والزعامات في هذا البلد قد تم رميها في المزبلة. وليس مهماً أن يكون القرار ملزماً أو غير ملزم فلو كان العراق بلداً مستقلاً ذا سيادة لما تجرأت دولة حتي لو بحجم الولايات المتحدة علي مناقشة تفاصيل تقسيمه.

فماذا يمكن أن يحدث لو ناقشت الجمعية الوطنية الفرنسية مشروعاً لتقسيم المغرب أو الجزائر أو لبنان. وقريباً مني مانشيت في الاهرام المصرية أن القاهرة ترفض أي تدخل امريكي في شؤونها الداخلية لمطالبتها بالاسراع في استئناف حكم حبس رؤساء تحرير الصحف المستقلة.

في العراق، السياسيون الرسميون فرحون بالتصويت علي تقسيم بلدهم (أليس هو بلدهم) لأنّهم يريدون ضمان حصص آمنة بعد أن فشلوا في ادارته موحدا أو لعلهم لم يفكروا في ادارته موحداً أصلاً.

الكونغرس أو الادارة الامريكية يتصرفان علي أساس ان العراق بلد تابع لهم جملة وتفصيلاً وهذه هي حسنة تكتب من موازينهما السياسية لأنهما يتعاملان من دون لف ودوران، فقد عجزوا في واشنطن عن انجاز مهماتهم العسكرية ولم تنفع الحرب الضروس لخمس سنوات وجاءوا بطاقم فاشل لادارة العراق وخابت آمالهم ولم يحققوا منجزاً سياسياً ولعل اكبر منجز يمتلكونه هو بناء أضخم سفارة امريكية في العالم علي اجزاء من أراضي القصر الجمهوري.

اليوم التصويت في واشنطن علي تقسيم العراق.. وغداً التصويت علي أمور أصعب أو ربّما أسهل “هل بقي أصعب؟”.

الأمور اصبحت واضحة الآن.. جري حلها في التصويت المقبل في الكونغرس، وانتهي الجدل حول سيادة العراق وبات واضحاً امام العرب الذين ينوون ارسال سفرائهم أين يجب أن تقدم أوراق الاعتماد.

في العراق لم يبق للطاقم السياسي سوي الهورنات (مزامير السيارات).. حين تمر مواكبهم في الشوارع المحيطة بالمنطقة الخضراء. هذه علامات السيادة أمام الشعب المنكوب.. لهم سيادة مطلقة في ما يشاؤون في أصوات الـ”طوط.. طيط طوط .. طيط طوط طوط” حين يمر موكب الرئيس.. ولهم سيادة مطلقة بطوووط طوط طيط طوط طييييط .. الي آخر مدي حين تمر سيارات رئيس الحكومة.. ولهم سيادة في اسماع الشعب مايريد اسماع اصوات طوووط طيط طوووط طيط طوط طووووط عند مرور مواكب الوزراء أو النواب.

الكونغرس يفرض سيادته علي العراق ويتصرف بها من دون مواكب وسلسلة طويلة من الطوط والطيط والطوط.. واذا أُضطر فإنّه سيقول لمن في بغداد مرة واحدة الي الأبد .. طيط.

About this publication