Americans Plan for Life Without Maliki

<--

قواعد اللعبة

فاتح عبدالسلام

هناك علامات لا يمكن تجاهلها علي تقارب امريكي ايراني حول وضع العراق. والجولة المقبلة من المباحثات بين الجانبين ستري النور قريباً، علي وفق الاشارات الامريكية في مؤتمر اسطنبول بعد ان مرت منهما عاصفة من انتقادات الجولات السابقة .. كذلك تقول تصريحات القادة الميدانيين إن العمليات ضد القوات الامريكية قل عددها وانخفضت اعداد العبوات الناسفة المفترض ورودها من ايران.

قواعد اللعبة في العراق في السنة المقبلة سوف تتغير حتماً، وبدأت علامات التغيير من بداية السنة الحالية. وعلي الصعيد السياسي المحلي حدثت انشقاقات حقيقية وصلت الي حد النزاع الدموي في صفوف الائتلاف الحاكم، وهذا بحد ذاته هو أحد مقتربات ترتيب المشهد السياسي لما بعد مرحلة وجود الامريكان العسكري في العراق. بقيت الورقة التركية النازلة حديثاً الي الميدان العراقي، حيث لا يمكن قراءتها خارج تلك الترتيبات. فإذا دخلت القوات التركية الي شمال العراق فإن الأمر تحت السيطرة الامريكية حتماً. فأنقرة لا تغامر بعلاقتها الاستراتيجية مع واشنطن في سبيل عملية عسكرية لملاحقة حزب معارض في حرب عصابات لا تنتهي الي نتيجة. ولكن أنقرة التي ظلت متخلفة عن اللحاق بالدور الاقليمي داخل العراق كباقي جيرانه، قررت ان يكون لها موقع بعد ان اصبحت علامات الانسحاب الامريكي أوضح من نور الشمس حتي لو تم ذلك بعد سنة وسبعة أشهر مثلاً.

الذي بقي وحده، لا يعرف الحركة شمالاً أو يميناً، سوي العجن في الطين هو حصان الامريكيين المتورط في هذه الحكومة. فالمالكي كان يظن انه سيفجر الانجازات ويقنع العراقيين بأنه المنقذ في نهاية العام الماضي حين وقع قرار اعدام صدام بالموافقة الامريكية. غير ان المالكي فاته ان قيادة الدولة والتحول الي رجل دولة إنما هو أمر مختلف تماماً. ولأنه لم يع حتي اللحظة معني دوره المناط به .. ولم يستطع التحول الي دور المنقذ عبر المصالحة الوطنية الناضجة .. فإنه سيبقي خارج ترتيبات اللعبة .. هو ومن ارتبط معه. فواشنطن لا تأخذ اذناً عندما تبدأ بالخطوة التالية.

About this publication