Where Does Washington Stand on What Happens in Baghdad and Ramallah?

<--

أين واشنطن مما يجري في بغداد ورام الله؟

عام 2004 اي بعد عام واحد فقط من قيام واشنطن باسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بحجة تحرير العراق والعراقيين من الديكتاتورية ، اطلقت ادارة بوش الابن برنامجا لدعم الديمقراطية ونشرها في العالمين العربي والاسلامي و اصطلحت عليه وقتها مشروع الشرق الاوسط الكبير ، وكانت الفكرة من وراء هذا البرنامج الذي خُصصت له مئات الملايين من الدولارات هو ان مواجهة الارهاب يجب ان لا تتم فقط عبر الوسائل العسكرية ، بل بالتزامن مع اشاعة الديمقراطية وتعزيز الحريات من اجل محاصرة التطرف والقضاء عليه… وبعد عام من بدء تطبيق البرنامج وجدت الادارة الاميركية ان نظرية « الامن والاستقرار « في بعض الانظمة التى جاء منها ارهابيو القاعدة هي اهم من مشروع الديمقراطية والدمقرطة لهذه المجتمعات والدول..، ونجح النظام المصري السابق باقناع ادارة بوش ان الديمقراطية في مصر مثلا تعني « حكم الاخوان « وهو ما دفع كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية وقتذاك الى اعادة تبني نظرية « الاستقرار» بدلا من الديمقراطية الهشة والناشئة.

وفي المحصلة نجد الان وبعد سنوات من التخبط الاميركي في موضوع « الدمقرطة» ان ادارة بوش تركت العالم العربي وبدلا من ان تعزز الديمقراطية فيه ، فقد ادت سياساتها المتناقضة وغير الواضحة في بعض الحالات الى تعزيز « ديكتاتوريات « ولدت من رحم اطر وقوانين ديمقراطية ومشاريع عناوينها هي الديمقراطية ، واكبر مثال على ذلك الحالة العراقية و ما جرى مع نتائج انتخابات عام 2010 التي فازت فيها بشكل حاسم الكتلة العراقية بقيادة اياد علاوي والتى نجح التدخل الايراني القوي في قلب موازين نتائجها لصالح نوري المالكي في ظل عجز اميركي غريب وغير مفهوم ، شوه كل ما له علاقة بالديمقراطية وترك اثارا سلبية بعيدة المدى على فكرة ترسيخ وتعزيز الديمقراطية في العراق ، وخاصة بعد ان تحول المالكي الذي يجمع الى جانب رئاسته للوزراء قيادة الجيش والاجهزة الامنية والتي استثمرها استثمارا سياسيا غير مسبوق للتضييق والتنكيل بخصومه السياسيين بالاضافة الى توظيفه القضاء الهش توظيفا سياسيا ايضا اصبح معروفا ومشهورا في عالم السياسة كتهم الانتماء للبعث باسم هيئة اجتثاث البعث او الارهاب وممارسته كما جرى مع نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.

اما الحالة الثانية فهي الحالة الفلسطينية ، والممثلة بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006 والتى حصدت فيها حركة حماس اغلبية المقاعد ، واعترف العالم كله بنزاهة وشفافية هذه « الديمقراطية الفلسطينية «.

ففي تلك الانتخابات وهي مفارقة ايضا ان واشنطن ضغطت على السلطة الفلسطينية من اجل اجراء هذه الانتخابات ثم عادت وبسبب عدم رضا اسرائيل عن النتائج بالضغط على محمود عباس رئيس السلطة لعرقلة استمرار عمل حكومة الوحدة الوطنية وتبنيه « شروط الرباعية الدولية « ، وبالفعل استجاب عباس وتم تعطيل المجلس التشريعي ، وفي المقابل فاننا نرى عباس رئيسا يملك كل صلاحيات السلطة التنفيذية والتشريعية المعطلة والقضائية « المعلبة « ، اي ان واشنطن ورغم تلمسها ما فعلته بالديمقراطية الفلسطينية وتحويلها الى حكم فردي واضح ، نراها غير عابئة « بدم الديمقراطية الفلسطينية المهدور « ، لان معيارها الاساسي ليس الديمقراطية بل هي مصلحة اسرائيل ومدى رضاها عن سلوك السلطة الفلسطينية ورئيسها.

ان واشنطن ورغم التجربتين السابقتين المشار اليهما وبعد الربيع العربي مازالت حائرة وتائهة في تحديد موقفها من الديمقراطية والاصلاح السياسي في الشرق الاوسط واعتقد ان معيار المصلحة الاميركية والاسرائيلية هو المعيار الحاسم الى الان وليست الديمقراطية ومبادئها وحرية الانسان وحقوقه ؟

About this publication