Mubarak and the US

<--

مجرد رأى

مبارك وأمريكا

صلاح منتصر

لم يقدر للرئيس الراحل أنور السادات أن يجني بنفسه ثمار علاقاته مع أمريكا بعد أن نجح من خلال اتفاقية السلام مع إسرائيل‏(1979)‏ في استعادتها وجعلها ضامنة لمساعدات اقتصادية وعسكرية لمصر أكثر من ملياري دولار سنويا‏.‏

أما بالنسبة لحسني مبارك فقد عاصر منذ توليه ـ كما يقول أحمد أبو الغيط آخر وزراء خارجية مبارك في شهادته ـ علاقات مستقرة من التعاون والتوازن في المصالح مع أمريكا, اهتزت إلي حد ما خلال أزمة السفينة أكيلي لاورو عام1985 مما أدي إلي تعقد العلاقة بين مبارك والرئيس الأمريكي ريجان. ثم تحركت هذه العلاقة وبنشاط كبير أثناء فترة الرئيس بوش الأب ثم الرئيس كلينتون حتي يناير2001 عندما جاءت صدمة الهجوم علي مركز التجارة العالمي في نيويورك( سبتمبر2001) وما تبعه من قرار بوش الابن بالدخول في مواجهة مع الإرهاب القادم من الشرق الأوسط. فبدأ بغزو أفغانستان, ثم العراق, وتصعيد الضغوط علي باكستان وإيران وسوريا والسودان, وقد نالت مصر نصيبا وفيرا من الضغوط بدد مرحلة الاستقرار بين البلدين بدأت بطلب مشاركة القوات المصرية في غزو أفغانستان, وتحت الضغط والرفض قبلت مصر إرسال مستشفي ميداني لعلاج أبناء الشعب الأفغاني.

ومع غزو العراق عادت الضغوط الأمريكية لإرسال مصر قواتها إلي العراق. وتكرر رفض مصر ومقاومتها, فأخذوا يطلبون تدريب كوادر الجيش والشرطة الأفغانية في مصر وكذلك بيعها أسلحة خفيفة. وعن ذلك يقول أبو الغيط ، الذي عاش هذه الفترة منذ توليه منصبه يوم14 يوليو2004: “لم نمانع فيما تطلبه أمريكا مادام لا يتضمن قوات, إلا أن الواضح أن الهدف كان محاولة الزج بمصر في شبكة الأحداث والعلاقات”. ولهذا كان أبو الغيط يعطي أهمية كبيرة لزيارته لأمريكا في12 فبراير2005 بعد تولي كوندوليزا رايس الخارجية الأمريكية خلفا للجنرال كولين باول. إلا أن( أبو الغيط) اكتشف فور وصوله واشنطن أنه وقع في كمين وأنه واجه ماوصفه بأسوأ موقف يمكن أن يواجهه وزير خارجية!-

About this publication