Whatever Came of Obama's Trip to Saudi Arabia?

<--

زار الرئيس الأمريكي أوباما المملكة العربية السعودية للمرة الثانية بعد أن زارها عام ٢٠٠٩، لكن هذه المرة كانت زيارته مختلفة من حيث الظروف بالغة التعقيد التي تمر بها ليس فقط المنطقة العربية، بل أيضا المنطقة الخليجية. بسبب الجو السائد الآن بين حكومات الدول الخليجية التي ترتكز على اختلاف وجهات النظر في السياسة الخارجية .

هنالك محوران أساسيان ترتكز عليهما العلاقات الأمريكية ـ السعودية الاستراتيجية، أولا المحور الاقتصادي المتمثل في النفط السعودي وكون المملكة لاعبا هاما في سوق البترول والسوق الاقتصادي الأمريكي، ثانيا العلاقة مع طهران حيث تشترك السعودية والولايات المتحدة المخاوف في النهج الإيراني وسياستها التدخلية في قضايا المنطقة مثل القضية السورية مؤخرا، لكن ما يثير قلق الكثيرين فيما يتعلق بإيران هو تغير التعاطي الأمريكي مع إيران في الوقت الحالي وتحسن اللهجة والعلاقة بشكل عام بين طهران وواشنطن، الأمر الذي يقلق الحلفاء الخليجيين لأمريكا وعلى رأسهم السعودية.

كان هنالك تيقن أن هذه الزيارة الخاطفة للسعودية لا يعول عليها الكثير، لذا أبقى العديد من المحللين وأصحاب الرؤى سقف توقعاتهم منخفضا من مدى جدوى هذه الزيارة، لأسباب عدة أبرزها أن الولايات المتحدة الآن باتت تنسحب شيئا فشيئا من منطقة الشرق الأوسط والقضايا الراهنة، وبدا تأثير القرارات والسياسات الأمريكية غير مؤثر أو ذي تأثير لا يكاد يشكل أي فارق ملحوظ، فالولايات المتحدة باتت تصب تركيزها على آسيا وبالتحديد القطب الآخر من ميزان القوى والهيمنة العالمية وهي الصين.

هنالك قضايا عالقة يختلف عليها الطرفان، أهمها الملف السوري الذي بعد أن وضع أوباما “الخط الأحمر” له جعل روسيا تتصرف بدلا عنه وتثبث أقدام بشار الأسد أكثر، وبدا الشعب السوري بالطبع لا أهمية له، فبعض الأنظمة الرافضة لبشار ليست لجرائمه في المقام الأول، بل بسبب الخشية من تدخل إيران أكثر فأكثر في المنطقة العربية وفرض قوتها ونفوذها، وهذا ما يقلق المملكة وفي الوقت نفسه بعد أن فشل المجتمع الدولي في وضع حل للأزمة في سوريا توحي الولايات المتحدة لحفائها في الشرق الأوسط والمملكة على وجه الخصوص على تقبل النتيجة الحالية وهي أن بشار الأسد ونظامه لن يرحل، وهذا ما أكده أنتوني كوردسمان Anthony Cordesman المحلل الاستراتيجي الأمريكي “أن السعودية يجب أن تحضر لانتصار الأسد ويجب أن تعيد النظر في المساعدات المشروطة التي يمكن أن تعطيها للأسد للقيام بالمزيد من الإصلاحات”، لكن ماهي الضمانات المطمئنة إذا أعلن الأسد انتصاره فإنه لن تكون هنالك تصعيدات جديدة بينه وبين الأنظمة والدول التي لها موقف واضح من الأزمة في سوريا والتي تقف ضد عدوان النظام السوري على شعبه؟ وكيف سوف تتعامل الرياض مع واشنطن خصوصا أن المملكة أرادت تسليح القوات السورية المعارضة” المعتدلة” لكن حتى الآن لا يبدو أن واشنطن مقتنعة بوجود اعتدال في الأزمة فهي تخشى أن تقع تلك الأسلحة في “الأيادي الخطأ”، وعموما تبدو واشنطن غير عازمة إطلاقا على التدخل العسكري بأي شكل من الأشكال وإن كان ذلك من خلال طرف آخر.

تبدو زيارة أوباما بأنها تبعث رسائل مطمئنة لدول الخليج بعد التقارب الأمريكي ـ الإيراني، وكذلك مصر، فبالرغم من أن واشنطن لا تسمي ما حدث في مصر انقلابا عسكريا حتى لا تقطع المساعدات العسكرية عن مصر بحسب القانون الأمريكي إلا أن واشنطن غير راضية بالتعامل المفرط بالعنف مع المتظاهرين من قبل الجيش وعناصر الشرطة وقد بينت هذا في عدة مواقف، الأمر الذي جعل بعض الدول الخليجية الداعمة للنظام الحالي، غير راضية عن الموقف الأمريكي، لكن واشنطن تؤكد أن جل ما يهمها هو الاستقرار في مصر وتضييق الخلاف مع السعودية حول هذا الشأن.

المشكلة في زيارة أوباما هذه أنها تبين أكثر فأكثر ابتعاد واشنطن عن القضايا المحورية في الشرق الأوسط وبالتالي فحلفاؤها يشعرون بالقلق من هذا السلوك، حتى بعد طمأنة واشنطن أنها حريصة على أمن الخليج ولن تسمح لطهران بالهيمنة على الدول الخليجية، لكن في الوقت ذاته ليست هنالك أي مؤشرات من جانب أوباما تبعث على الاطمئنان من مستقبل العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية وتبعاتها على الخليج من جهة، وجدوى أي زيارة قد يقوم بها أوباما للمنطقة العربية مستقبلا من جهة أخرى.

About this publication