Why Does Iran Always Benefit from the ‘War on Terror?’

<--

} منذ الحدث الدراماتيكي الأكبر الذي هو أحداث سبتمبر، بدأت اللعبة الأمريكية الأخطر، في إعادة رسم المنطقة (جغرافيا وديموغرافيا وعلى أساس طائفي وعرقي) تحت شعار الحرب على الإرهاب، وشعارات الدمقرطة، وبفحوى الفوضى المدمرة. وفي أثناء ذلك أدخل الأمريكيون العالم والعرب تحديداً في عدة أفخاخ، كان نتائج الوقوع فيها، تدمير المنطقة العربية خطوة خطوة، حتى إذا جاءت السنوات الأخيرة، وانكشف الوجه الأمريكي، وحلفه الخفي الغادر مع إيران، تنبه قادة الخليج إلى اللعبة الأمريكية القذرة، ولكن،

وكما يبدو اليوم بعد أن تركت الولايات المتحدة «تنظيم داعش» وأمثاله من التنظيمات المتطرفة، التمدد في سوريا والعراق، وإطلاق التهديدات ضد دول الخليج عموماً، وجاء ذلك إثر فشل المخطط الأمريكي في مصر والخليج عبر بوابة البحرين فإننا نكون قد دخلنا مرحلة جديدة من الخديعة وقد عادت الولايات المتحدة إلى سياسة الحشد والتحشيد وبالعودة إلى الحرب على الإرهاب عالميا، لاحتواء الأنظمة العربية التي فشلت في إسقاطها، باعتبارهم حلفاءها في الحرب على الإرهاب!

اليوم يبقى السؤال فاتحاً فمه: من دعم عناصر التطرف والإرهاب السني والشيعي باسم الإسلام مخابراتياً واستراتيجيا منذ البداية؟! أليست أمريكا وإيران؟! – هل غيرت الولايات المتحدة استراتيجيتها في إسقاط المنطقة العربية فجأة، وعبر إسقاط أنظمتها لتسليم تلك الأنظمة إما للمتطرفين السنة أو الشيعة؟! – هل الحرب على «اعش» التي تم وضع ميزانية خرافية تُقدر بـ 500 مليار دولار، ستتحول مع الوقت إلى فزاعة جديدة، حتى يتم تغيير الأجواء العربية الراهنة، إلى ما يجعلها أكثر استعدادا للتقسيم النهائي المطلوب؟!

لماذا إذن كل هذه الميزانية؟! ولماذا وضع تصور طويل الأمد لهذه الحرب تستغرق سنوات طويلة؟! وهل النتيجة في صالح العرب أم في صالح إيران؟! وهل نظام الأسد سيبقى وبإرادة أمريكية سائدة، ليكون جزرة الإغواء للأنظمة الخليجية والابتزاز في آن معاً؟! هل هي مصادفة بالفعل دخول الحوثيين صنعاء أثناء هوجة الحرب على «داعش»؟! كم سيقتل من المدنيين السُنة (دائماً) في العراق وسوريا، وتشريدهم باسم الحرب على «داعش» أو على الإرهاب؟!

وإذا كانت الحرب هي على الإرهاب، فأين إرهاب الدولة في إسرائيل؟! وأين إرهاب إيران وعملائها المنتشرين في كل دول الخليج ودول عربية أخرى؟! أين إرهاب حزب الله في سوريا ضد المدنيين، وإرهاب بشار الأسد والمالكي قبل سقوطه، وإعادة تدويره وأين إرهاب الحوثيين في اليمن؟! وأين إرهاب السياسة الأمريكية الخارجية نفسها في المنطقة العربية، التي اختطت لها استراتيجية القرن، لزرع الفوضى فيها، وتجزئتها وتقسيمها وتشريد شعوبها، والنموذج واضح في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان والصومال ومصر ودول الخليج و….؟!

كيف تمكنت الولايات المتحدة مجددا من إيهام العرب والعالم، أنها مركز الكون، وعلى الجميع أن يدور حولها، وحول ما تقرره من (حروب انتقائية) على الإرهاب، رغم أنها هي بسياستها واستراتيجيتها واحتضانها للتطرف (السني والشيعي) استراتيجيا ومخابراتيا في المنطقة العربية هي نفسها (أم الإرهاب في العالم)؟!

كل هذا الخلط للأوراق، والتحشيد السياسي والإعلامي والدبلوماسي والعسكري ضد الإرهاب الداعشي وبشكل (انتقائي) يجعل الفخ الأمريكي، هو مجرد فخ مصمم لإيقاع المنطقة العربية في النهاية، تحت القبضة الإيرانية وإيهام الأنظمة العربية أنها لصالحهم، حتى لو بدت الصورة الظاهرية لا تمت إلى ذلك بصلة، وما استبعاد إيران والتلاعب السياسي، مرة بضمها إلى الحلف، أو عدم ضمها إليه، إلا جزء مدروس من رتوش تلك الصورة، للإيهام بأن أمريكا والغرب بعيدان عن إيران أو هي بعيدة عن اللعبة! ورغم ذلك فالتصريحات الغربية والأمريكية المتناقضة توضح أن العلاقات هي بشكل أو بآخر سمن على عسل وأنها في الخفاء كالعادة!

وللتوضيح فإنه في النهاية وحتماً فالموقف كله ضد التطرف، وضد داعش وكل التنظيمات الإرهابية، ولكن هذا التوضيح يطرح تساؤلاً مهما اليوم عن ماهية الإرهاب في العالم، وهل هو فقط «داعش» أم أن (الإرهاب الشيعي) الذي يتمدد في كل الدول العربية كأداة إيرانية، لانتصار القومية الفارسية والسيطرة على المنطقة وعلى المسلمين، هي الحصيلة المتوخاة لاحقا وخاصة مع استبعاد إيران وحلفائها من صيغة الإرهاب في المنطقة وفي العالم، واستبعاد إسرائيل، وبالضرورة استبعاد أمريكا نفسها، وخاصة مع وهم تزعمها للحرب على الإرهاب! فأية خديعة جديدة ستكشفها السنوات القليلة القادمة، وسيدفع ثمنها العرب بالطبع كالعادة، ويكون في النهاية المستفيد منها الحلف الغادر (أمريكا – إسرائيل – إيران)، وفقط؟!

About this publication