Change in the Final Quarter Hour

<--

هل بدأ أوباما يدخل في سباق ماراثوني مع الزمن كي ينجز ما وعد به من التغيير؟

هذا السؤال بدأ يتكرر في أوساط أمريكية، فشعار التغيير حوّل هذه الكلمة إلى حجر كريم في الحملة الانتخابية للرئيس الذي دخل إلى البيت الأبيض بمواصفات من طراز غير مسبوق، فهو ليس من “الواسب” أو حتى من البيض، وما إن انتهت المرحلة الأولى من رئاسته حتى بدأ يسمع بمختلف اللغات ما لا يسرّه على الإطلاق، لأن معظم ما وعد بتغييره بقي قائماً .

إنه الآن بالفعل يسابق الزمن ويريد قبل أن يحزم حقائبه ويغادر البيت الأبيض أن يترك بصماته السمراء على ملفات شائكة، منها الدولة الفلسطينية التي وعد بها ولم تتحقق بعد، ومنها أيضاً علاقات أمريكية مع دول في أمريكا اللاتينية بقيت في نطاق الأزمات، وتبادل السجناء مع كوبا، إضافة إلى إبلاغ خارجيتها برفع الحصار الذي استمر أكثر من نصف قرن قد يحقق تغييراً ما، لكن هذا التغيير الموضعي لن يعوّض ما فات أوباما وما لم يستطع إنجازه، فهو كأسلافه في الحزب الديمقراطي يحلم بوداع مشرف للرئاسة، وإضافة سطور إلى مذكراته .

والرئيس الحاصل على جائزة نوبل للسلام لم يوقف النزيف في العديد من البؤر الملتهبة، فقد ورث عن سلفه الجمهوري بوش الابن حمولة باهظة، سواء في المجال الاقتصادي أو في الحروب التي خِيضَتْ بلا مبررات ومنها الحرب على العراق واحتلاله، فقد أعلن مؤخراً في أمريكا وبعد تحقيقات موسعة أن صدام حسين لم يكن على صلة بالقاعدة وبأحداث الحادي عشر من أيلول . وإذا أضفنا هذه التبرئة إلى الذرائع الملفقة عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، فإن ما حدث هو نُدبة لا تمحى من جبين الولايات المتحدة .

وآخر ما اعترف به أوباما هو وجود تمييز عنصري في بلاده، وضحايا هذا التمييز من السود لا ذنب لهم إلا أنهم يشاركون الرئيس لونه!

نعرف أن كل من غادروا البيت الأبيض من ديمقراطيين وجمهوريين حاولوا من خلال مذكراتهم إعادة إنتاج الماضي، وأحياناً تأليفه بهدف تبرئة الذات أولاً، وبحثاً عن موقع مناسب في كتاب التاريخ، لكن هل سيستطيع أوباما تدارك بعض مواقفه في فترة قصيرة نسبياً؟ وهل سينجز من شعار التغيير الذي تحمس له ناخبوه، خصوصاً من الشباب، ما يعطيه ولو قدراً من المصداقية؟

إنه يذكرنا في سباقه الماراثوني بما كتبه مستشار الأمن القومي الأسبق بريجينسكي عن إضاعة آخر ثلاثة رؤساء أمريكيين للفرص، فهل سيكون رابعهم؟

أم أن هناك مفاجآت في الربع الساعة الأخير من ولايته الثانية والأخيرة؟

About this publication