This American Lie

<--

على ماذا يتنازع الحزبان الأميركيان الديمقراطي والجمهوري وهما متفقان على الاستراتيجيات الكبرى وعلى امن وسلامة اسرائيل وعلى تحطيم العرب وشل قدراتهم وامكانياتهم ومنعهم من تحقيق أهدافهم السامية، وكذا الحال من روسيا والصين وبقية العالم الأوروبي.

تلك الضجة المتنقلة المثارة في الولايات المتحدة تخص شعبا أو شعوبا أميركية يقودها الإعلام الذكي الذي يفرح قلوب الجميع من أهل الحزبين المتنافسين على ماذا (؟) .. بشخص أفراد اهترأوا في السياسة، وأثروا في المصالح، وغنموا المكانة الرفيعة في المجتمع، وفي العالم. ألم تكن تقتحم هيلاري كلينتون الأبواب الكبرى في شتى العواصم، وذكرياتها في كتابها الشهير أليست واحدة من حقائق مثيرة قيلت والباقي أعظم. ثم هذا ترامب الذي يختبيء في وجهه وفي سجله الأعاجيبي، فإن جل طموحه الآن ان يدور التاريخ دورته ليحقق أمنية قديمة عنده، لكنه لن يخرج عن نص ونصوص مكتوبة سبق لمن كان قبله ان التزم بها، وحين نقول كعرب ان بوش الابن كان اغبى الرؤساء وهو من أساء لنا في عراقنا، فليس وحده من يتحمل تلك التهم، لأنه عمل في النهاية كطاقم رئاسي متكامل مع استشارات مكثفة من أهل الرأي الأميركي والعربي بكل أسف.

لا أريد الدخول في السياسة الأميركية عموما، بل في مايخص منطقتنا، فمن من الحزبين المتنافسين على الرئاسة تختلف وجهة نظره عن الآخر إزاء العرب وإسرائيل والقضية الفلسطينية .. كل المحاولات القديمة التي ادعت الحل لفلسطين كانت شد عصب الإسرائيلي وتمويت الأمل الفلسطيني، ومن يمكنه فتح ملفات لقاءات المسؤولين الأميركيين مع القيادات الفلسطينية سوف يتأكد معنى الكلام الأميركي واستهدافاته، لأن المهم ان لايزعج الإسرائيلي أو يدفعه إلى الشك بموقفه وإلا ..

ثم هاهم العرب الذين ينعتون الرئيس أوباما بأنه كان اكثر نعومة في التعامل مع المنطقة من غيره من الرؤساء، والحقيقة انه كان الأذكى في استعماله خلاصة الحرب الناعمة مما أدى الى هذا التدمير الكبير لدول المنطقة وشعوبها، وباعترافه انه اخطأ في ليبيا، وغدا سيقول في سوريا أيضا ، وبعدها في غيره من الأقطار العربية.

كلهم على العرب سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين، وكلهم ضد العرب في كافة أوصاف تحسين صورتهم لذاتهم وأنفسهم وإلا سيف الممنوعات جاهز ومعروف .. لكن علينا أن نفهم تماما، أن الشرق الأوسط بالنسبة لأميركا هو الميدان العملي لها، هو صورة عظمتها امام العالم، من خلاله تصنع هالتها وتضعها على محك التجربة. ليس لها مكان على الكرة الأرضية بهذه المواصفات، فلماذا يختلف الحزبان المتنافسان على الرئاسة الأميركية حول منطقة تحقق لأميركا كل ماتصبو إليه.

أكذوبة إذن، اللعبة الإعلامية الدائرة في الولايات المتحدة الأميركية منافسة على الإرث التاريخي للحزبين داخل أميركا فقط ، وأما ماهو خارج أميركا فليس مايهم الأميركي، وحتى العلاقة مع إسرائيل أيضا. لقد قابلت أميركيين قبل أيام قادمين من بلادهم، فإذا بهم على الحياد من كل مايجري خارج بلادهم ، جل مايتحدثون عنه هو الضرائب والصحة وتأمين الحاجات اليومية. أميركا في النهاية ملاذ لمواطنين يشعرون أنهم في قارة غير مرتبطة مع العالم، وإذا ارتبطت به فليس لمساعدته بل من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة جدا.

About this publication