Will Tehran and Moscow Succeed in Pulling the Kurdish Card from Americans?

<--

كانت عملية كركوك وتبعاتها، انعطافة مهمة في ميزان التوازنات شمال العراق، فقد أرادت إيران تحجيم مشروع الانفصال الكردي عن سلطة حلفائها الشيعة في بغداد، ولم تتردد في حسم الأمر عسكريا بالتعاون مع أصدقائها الطالبانيين.

فالمشروع الكردي المستقل في شمال العراق لم يكن يعني فقط خروجا عن بيت الطاعة الإيراني في مستعمرتها العراقية، بل شكل هذا المشروع بقيادة بارزاني، دعامة اساسية لنفوذ قوى منافسة لايران في الاقليم، على رأسها الولايات المتحدة وتركيا. كما ان موسكو تشارك ايران بالنفور من الحضور الأمريكي في المنطقة.

ويبدو أن جهود إيران باحتواء الكرد تحت جناحيها قد آتت أكلها، فزيارة مسرور بارزاني الأخيرة لطهران كانت اعترافا كرديا على ما يبدو، بالدور الإيراني الرائد في العراق، وتراجعا عن الاعتماد الكلي على الأمريكيين، الذين عاتبهم بارزاني لتخليهم عن حلفائهم الكرد، في خطابه المشهور إبان معركة كركوك.

في شمال سوريا، تتجه آفاق النزاع تقريبا في المسار العراقي نفسه شمالا، فبعد أن انتهى المحور الإيراني تقريبا من التحدي الأكبر بتحجيم المعارضة المسلحة الجهادية، وتقليص نفوذها في البلاد، بدأ الإيرانيون والروس بالعمل على الملف الكردي شمال سوريا، والهدف واضح وذو شقين، الأول إعادة المناطق الكردية لسلطة دمشق، وبالتالي طهران، وإن احتفظ الكرد بهامش ما للحكم الذاتي. والشق الثاني، إبعاد المنافس الأمريكي عن ملعبه شمال سوريا، بسحب الأكراد لصف المحور الإيراني الروسي. يدرك الإيرانيون والروس أنهم مضطرون ربما، لتقديم الكثير للأكراد لاقناعهم بفك تحالفهم مع الامريكيين، فالاكراد ينظرون لواشنطن كعراب أساسي لمشروع كيانهم المستقل شمال سوريا، وسيكون على طهران تقديم ضمانات لكرد سوريا بالقبول بمشروع كيانهم بصيغة توافقية ما، وتحت خيمة المحور الإيراني الروسي، كما فعلوا ذلك في كردستان العراق.

وبينما يعطي التحالف الأمريكي هامشا أكبر من الاستقلال بالمناطق الكردية، فإن اضطرار الكرد للقبول بالدور الروسي الإيراني الذي يريدهم تحت خيمة دمشق، سيمنحهم شبه إدارة ذاتية محدودة الصلاحيات. ولا يبدو أن الأكراد سيقبلون بفك تحالفهم مع واشنطن، إلا مضطرين، وتحت تهديد القوة، تماما كما حصل في كركوك، وهذا ما يبدو انه في طريقه للحصول في عفرين، التي يحاول فيها الأكراد تحسين شروط تفاوضهم على دخول قوات النظام لعفرين، التي كانت بداية التحرك الإيراني نحو المناطق الكردية، كونها الجيب الخارج عن خيمة الحماية الامريكية، فكانت بالتالي الحلقة الكردية الأضعف شمال سوريا والثغرة التي سينفذ منها الإيرانيون لأولى مناطق إقليم روجافا الكردي شمالي سوريا.

لعل الهجمات الاخيرة لقوات النظام على المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في دير الزور، كانت تحضيرا للمرحلة الثانية، والبقعة الثانية التي يريد المحور الايراني الروسي العمل عليها في مناطق الاكراد شمال سوريا، بعد عفرين، ولكنها بالتأكيد ستكون مهمة أكثر تعقيدا بمراحل من عفرين، للوجود الامريكي الاستراتيجي هناك، وإن كان زمن التراجعات الأمريكية في المنطقة ينبئ بأن أقدام الامريكيين باتت «زلقة» أكثر من أي وقت مضى، في أرض العراق وسوريا.

About this publication