Impeaching Trump or Deterring Him?

<--

موجة التصريحات التى خرجت من أروقة الكونجرس، الأسبوع الماضى، بخصوص عزل الرئيس الأمريكى لم تكن تستحق الضجة التى أثيرت حولها؛ لأنها إما لم تحمل جديدًا أو كانت بمثابة تحصيل حاصل.

كان

أكثر تلك التصريحات استحواذًا على الاهتمام داخل أمريكا وخارجها هو ذلك الذى جاء

على لسان نانسى بيلوزى، رئيسة مجلس النواب، فى حوار مع الواشنطن بوست، فهى أكدت

أنها لن تدعم السعى لعزل ترامب حاليًا. فإن لم تكن هناك أدلة دامغة ودعم من

الحزبين لمثل ذلك المسعى، فإن عملية عزل الرئيس «تقسم البلاد على نفسها»، على حد

تعبيرها.

وقد

أثنى ترامب على تصريح بيلوزى، وكرر المعنى ذاته الذى ذكره، فى تصريحات سابقة،

بقوله: «كيف تعزل رئيسًا هو الأنجح، خلال عاميه الأوّلين فى الحكم».

وقد

تزامنت تلك التصريحات مع ما قاله آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، فى

حوار مع الكريستيان ساينس مونيتور، ومثل تحذيرًا لوزير العدل الجديد الذى كان قد

ذكر فيما سبق أنه لن يقوم بالضرورة بنشر كل ما سيأتى بتقرير المحقق الخاص، روبرت

مولر، عندما يتسلمه. فقد أكد شيف أنه إذا امتنعت وزارة العدل عن إتاحة تقرير مولر

للكونجرس أو للرأى العام، فسيدعو الكونجرس المحقق الخاص للشهادة العلنية أمامه،

مهددًا بأن تقوم لجنته بإعادة التحقيق بنفسها فى القضايا نفسها التى تناولها مولر

بالتحقيق.

والحقيقة

أن أيًا من تلك التصريحات لا يقدم جديدًا. فموقف بيلوزى لم يتغير منذ تولت المنصب.

وعلى عكس موقف بعض الشباب من الأعضاء الديمقراطيين الجدد، فإن الموقف المعلن

لقيادات الحزب الديمقراطى بالمجلسين هو نفسه موقف بيلوزى، ومؤداه ضرورة انتظار

نتائج تحقيقات مولر.

فعملية

عزل الرئيس الأمريكى مسألة سياسية بامتياز. وهى عملية يكون فيها مجلس النواب

بمثابة النيابة، ويصوت بالأغلبية البسيطة، بينما يكون مجلس الشيوخ بمثابة القضاء

ويبت فى الأمر بأغلبية الثلثين. والديمقراطيون الذين يشغلون مقاعد الأغلبية بمجلس

النواب، والأقلية بمجلس الشيوخ- يدركون جيدا أنهم لا يملكون الأصوات اللازمة بمجلس

الشيوخ للإطاحة بترامب. ومن ثم، تسعى قيادات الحزب لتجنب مغامرة غير محسوبة،

خصوصًا فى حالة غياب مزاج شعبى كاسح يدعم مسألة العزل. أما تصريح ترامب، فهو ليس

جديدًا هو الآخر، وإن كان يخلط بين الأداء السياسى للرئيس نجاحًا وفشلًا، والذى لا

يملك الكونجرس عزله بسببه، وبين ما يوجب العزل من المنصب، وفق الدستور الأمريكى.

أما

تصريحات رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، فهى تحصيل حاصل هى الأخرى. فشغل

الديمقراطيين مقاعدَ الأغلبية بمجلس النواب معناه بالضرورة أنهم لن يقبلوا بأقل من

الاطلاع على كل ما سيتضمنه تقرير مولر.

غير

أن الجديد فى كل ما يجرى فى واشنطن لم يكن التصريحات، وإنما ما يبدو، فى تقديرى،

كأنه استراتيجية يتبعها الديمقراطيون هدفها الإبقاء على فكرة «عزل ترامب» مطروحة،

حتى ولو عبر نفيها، كوسيلة لردع ترامب الذى صار واضحًا أنه يستحيل التنبؤ بمواقفه.

About this publication