Trumpism

<--

استقالة أو إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون مؤخرًا هي إشارة لما كرَّرتُه -سابقًا- حول شخصية الرئيس دونالد ترامب، من أن الرجل مجرَّد «نمر من ورق»، وأن سياساته -حتى الآن- لا تخرج عن المَثَل العربي الذي يقول: «أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا»، فهو مجرَّد آلة كلام أو مدفع طائش «loose cannon»، كما وصفَته منافسته هيلاري كلينتون.

** **

ورحيل بولتون، ليس المؤشر الأول على فراغ سياسة ترامب من أيديولوجية واضحة، فقد سبقه إقالة مستشاره السابق ستيف بانون الذي وصفه الإعلام الأمريكي بأنه الرئيس الفعلي للبيت الأبيض!! وهو من كان يقف خلف كل القرارات المتشددة التي وجدت معارضة شديدة من أعضاء الحزب الديمقراطي المعارض، بل ومن أعضاء رئيسيين في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس ترامب. وها هو «بولتون» أحد آخر الرجال «غير المحترمين» يرحل هو الآخر، وقد عُرف أيضًا بآرائه المتطرفة، ودفاعه عن وجود عسكري أمريكي واسع في جميع أنحاء العالم، ومعارضة الحلول الدبلوماسية، لذا فإن استبعاد بولتون، كما يرى المحللون، قد يُفسح المجال أكثر للدفع باتجاه الحوار مع إيران.

** **

لقد قارنتُ سياسة الرئيس ترامب سابقًا بسياسة أحد أصحاب الأيديولوجيات المعروفة في التاريخ الأمريكي، وهو الرئيس ثيودور روزفلت، الذي ابتدع ما يُعرف بـ«أيديولوجية العصا الغليظة «Big Stick ideology، وهي أيديولوجية تقول: Speak softly but carry a big stick، أو ما ترجمته: «تحدَّث بهدوء، ولكن احمل عصا غليظة»، طبَّقها الرئيس روزفلت في تعامل الولايات المتحدة مع الجهات المعادية المحتملة. وهي سياسة تختلف بالطبع 100% مع سياسة الرئيس دونالد ترامب، حيث إن عصاه ما زالت في غمدها لم يستعملها بعد.. وسياسته لا يمكن تحديد صفاتها، فهي «عجينة» من الكلام المتناقض الذي لا يؤدي إلى شيء سوى إلى تلك التوليفة التي يستخدمها بعض المقاولين في تنفيذ أعمالهم، وتتلخص في جملة شعبية معروفة تقول: (طبطب وليّس.. يطلع كويس)، وإذا «مطلعش»، و«انحرق».. نضع المسؤولية على «الخبَّاز»!!

#نافذة:

«الترمبية» في رأيي الشخصي، ليس إلا «حاجات صغيرة فوق بعضها، غير مرتبطة، لا شكل لها ولا طعم ولا لون.. ولكن لها صوت عال، لا يفهم صاحبها غدًا ما قاله اليوم»!!

About this publication