The New President’s First Challenge

<--

21 2009 – عطالله منصور

رغم فشل مجلس الامن في اصدار قرار حاسم يطالب بوقف العدوان على غزة حالا والاكتفاء بمجرد التوصية بوقف اطلاق النار, فان قادةحكومة اسرائيل يتنافسون فيما بينهم حول اثر كلا منها وتأثيره وراء الكواليس في مجلس الامن للحصول على هذا القرار الذي اجهز على المساعي العربية الساعية للحصول على قرار يوقف العدوان ويلقي بالمسؤولية كلها على اسرائيل.

تسيبي ليفني, وزيرة الخارجية حصلت بعد محادثة تلفونية عاجلة من كوندليسا رايس, وزيرة خارجية الولايات المتحدة بان واشنطن لا تسمح بمرور قرار معاد لاسرائيل في مجلس الامن وان حق الفيتو الاميركي سيكون بالمرصاد لكل اقتراح كهذا.

ولكن رئيس الحكومة, ايهود اولمرت, رفض السكوت على تصريحات وزيرة خارجيته (ووريثه المرتقبة في رئاسة حزب كديما) فاطلق تصريحا جاء فيه انه شخصيا اتصل بالرئيس جورج بوش وطلب منه ان يضمن تصرفات كوندليسا رايس والتأكيد على ان لا تسمح بقرار ضد اسرائيل وان بوش وعده واستجابة لطلبه ابلغ رايس باستعمال حق الفيتو ضد كل اقتراح يندد اسرائيل. ولكن رايس تمردت على تعليمات بوش وامتنعت عن التصويت!!

وقالت تسيبي ليفني انها لم تسافر الى نيويورك لحضور المداولات حول «الشكوى» التي تقدمت بها لكي لا تساهم في تقديم الاعتراف بقانونية القرار المرتقب واضافت ان كوندليسا رايس وعدتها – ولكنها غدرت بالرئيس جورج بوش وحكومة اسرائيل حين امتنعت عن استعمال حق الفيتو.

وقبل جفاف الحبر على تصريحات ليفني واولمرت جاء جورج بوش ووزيرة خارجيته «شاكران» عرفان الجميل وعبارات الاحترام المتضمنة في تصريحات اولمرت وليفني. وقال بوش انه لم يقل لاولمرت بانه يمتثل لاوامره. وقالت كوندليسا رايس: ان تصريحات اولمرت وليفني غير صحيحة 100%.

ولكن هذه التصريحات كانت مفيده جدا خصوصا في الكشف امام كافة من يهمه الامر في الولايات المتحدة وكافة دول العالم – بان حكومة اسرائيل لم تقم بوظيفة الذنب الذي كان الاسد يحركه يمنة ويسارا – بالعكس: كان الذنب الاسرائيلي هو هو الذي هز الاسد الساكن في البيت الابيض , رفعه وخفضه,قلبه على ظهره ورماه على رجليه!.

والسؤال الاول الذي يتبادر للاذهان في هذه الايام هو – لماذا قرر اولمرت ان يودع جورج بوش عشية نزوحه عن البيت الابيض بمثل هذه الفضيحة المهينة؟ ولماذا؟

اهي محاولة من حكومة اسرائيل استعراض عضلاتها في وجه الرئيس الاميركي الجديد براك اوباما ؟ واغلب الظن ان هذا الاحتمال ليس خياليا. وعلى قمة هضبة « الكابيتول» في واشنطون العاصمة حيث يقع الحصن الاسرائيلي الاول في الولايات المتحدة قام اعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ باغلبية مطلقة بتجديد الولاء لاسرائيل في محاولة للتلويح امام الادارة الجديدة في « البيت الابيض» بان نواب الشعب في الولايات المتحدة لا يرون ضرورة في التحول عن دعم اسرائيل والتمشي بموجب تعليماتها !

والسؤال الاول الذي يبحث عن جواب – هل سيبلع براك اوباما هذا التحدى ويخضع له ام انه سيتمرد على هذه الاملاءات من اول الطريق.

وهناك من الدلائل ما يبشر بان براك اوباما لا ينوي الانحناء امام الضغط الاسرائيلي وقبل ان يستقر به المقام في البيت الابيض اعلن طاقم الرئيس الجديد ان حكومة الولايات المتحدة تنوي تقليص قيمة الضمانات المالية لحكومة اسرائيل بمبلغ لا يقل عن مليار دولار عقابا على تقاعسها في مقاومة الاستيطان «الغير مشروع» كما وعدت حكومة اسرائيل في الاعوام الاخيرة وبالعكس قامت يتشجيع وتمويل هذه المستوطنات. هل ستقوم الولايات المتحدة بمثل هذه الخطوة ام انها تلوح لحكومة اسرائيل ان لا تتمادى في غيها وتوريط الولايات المتحدة في اوحال لا اول لها ولا اخر ؟

اننا ولا شك في ذلك نعيش اليوم في مرحلة انتقالية قد يكون لنا فيها تحول نحو الخروج من القاع, ولكن ما نحتاجه الان هو – وقبل كل شيء- وحدة فلسطينية مدعومة من غالبية الدول العربية لكي نشجع قوى الخير في العالم – وفي « البيت الابيض»- ان لهم مصلحة في التعاون معنا نحو الانتقال من حالة اليأس الى حالة الامل.

عطالله

About this publication