الديمقراطية المطاطية الأمريكية الخاصة بالعراق !!
(صوت العراق) – 04-02-2010
ارسل هذا الموضوع لصديق
بقلم: مهدي قاسم
الديمقراطية المطاطية الأمريكية الخاصة بالعراق !! ـــ مهدي قاسم
كانت فكرة اجتثاث البعث من بنات أفكار الحاكم المدني السابق للعراق و السيئ الصيت بول بريمر وبتشجيع من بعض الساسة العراقيين ، وهي الفكرة التي جاءت بنتائج عكسية ، و كانت وبالا ونقمة كبيرة على الشعب العراقي ، لأن الذي حدث هو بالعكس تماما و بالفعل ! ، إذ إن المواطنين العراقيين العُزل ، هم الذين تعرضوا ولا زالوا لعمليات اجتثاث جماعية ومنظمة على أيدي البعثيين العفالقة وحلفائهم من تنظيم” القاعدة ” الإرهابي ، عبر عمليات إرهابية متواصلة وانتقامية رهيبة واجتثاثية مرعبة ، حتى لا يمر يوم دون أن يسقط عدد من المواطنين المسالمين ضحايا أبرياء لمثل هذه العمليات الانتقامية المسعورة أمام المقص البعثي الناشط على طول الوقت ..
كما أنه ليس خفيا على أحد الدور الكبير لمدمر العراق بريمر ، على صعيد آلية صياغة الدستور العراقي وتدخلاته من هذه الناحية ، ولا سيما من جهة البند الخاص بحظر حزب البعث و اعتباره منحلا ، ومكنوسا إلى مزبلة التاريخ ..
وها هم المسئولون الأمريكيون في عهد أوباما يتدخلون بكل فظاظة مثلما فعلوا مرارا و تكرار في السابق ، ليجعلوا من تفصالهم للسروال ا”لديمقراطي ” الخاص بالمؤخرة العراقية !! ، والذي سموه بتعبير موفق بديمقراطية ” الفوضى الخلاقة ” المخرِبة ، يريدون أن يجعلوا من هذا السروال الديمقراطي الفضفاض ، ديمقراطية مطاطية ، يمطونها حسب طول و عرض سياستهم الآنية وليس حسب بنود الدستور العراقي الحالي :
ففي الوقت الذي هم قد باركوا فكرة قانون اجتثاث البعث ، يرفعون اليوم أصواتهم ليعترضوا على بعض إجراءات هذا القانون ، ونفس الشيء يمكن أن يُقال عن البند الدستوري حول حظر حزب البعث واعتباره منحلا ، فها هو المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي يؤكد على أنه :
( يجب ان يكون البعثييون جزءا من العملية السياسية في العراق ، وأن يخوضوا الانتخابات ــ عن وكالات أنباء ومواقع ) !!..
هكذا و بكل بساطة :
و بين ليلة و ضحاها بات الدستور العراقي في نظر الإدارة الأمريكية الراهنة ، خرقة رثة لمسح البساطيل الدموية للبعثيين السفاحين ..
طيب : لماذا وافقتم إذن على قانون اجتثاث البعث و كذلك على قانون حظر حزب البعث ، أنتم الذين كنتم تتحكمون وما زلتم بمصير شعب و بلد وجعلتم منهما أضحوكة أمام العالم بفوضاكم الخلاقة ؟! .
بهذا المقدار عن مطاطية السروال ” الديمقراطي ” الأمريكي المخصص للمؤخرة العراقية لتكون صالحة للركلة البعثية في أي وقت كان !..
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.