How America's Conflict With Iran Will Begin …

<--

هل يستيقظ غفاة البشر؟!

هل لأمريكا استراتيجية ما في منطقة اللهب في العراق وإيران ومنطقة الخليج، وخارجها؟ والسؤال مطروح في أمريكا على أعلى المستويات، لكن ما تخفيه الحقائق غير ما تظهره وسائل الإعلام، وحتى داخل الكونغرس بأغلبيته الديموقراطية، لا تدار المصالح برغبات شخصية كما يحدث في العالم الثالث..

في تصورنا أن أمريكا التي غطست إلى الأذنين في العراق، أدركت جملة أخطاء في حلها الجيش وقوات الأمن وتمكين طائفة أن تكون وسيلتها في إدارة الحكم مما سمح لإيران أن تتغلغل في العمق العراقي، لتنفتح جبهات أخرى من السنة والبعثيين والمناوئين للاحتلال من طوائف أخرى..

مؤشر الاصطدام مع إيران سيبدأ من تصفية المليشيات الكبرى، وشبه الحليفة لها، وفي ذلك توسيع لقاعدة العداء، لكن (السيناريوهات) التي يرسمها فريق بوش، أنه مثلما تم طرد صدام من مغامرته بالكويت، وإنهاء حكمه لاحقاً، لم يكن بسبب عدة أميال تضاف إلى العراق، وإنما الخوف من أن يعطي نفط الكويت، مع موارد العراق المختلفة، قوة مركزية له في أخطر منطقة في العالم تختزن أكبر احتياطات النفط، وهذا السبب يمكن إدراجه في المناوشات التي تجري مع إيران، إذ لا يهم أمريكا أن يحكم المنطقة سنة، أو شيعة أو أكراد لو أنها بلدٌ خارج اهتمام الدوائر الأمريكية بنفطه أساساً، وجغرافيته الحساسة، وبالتالي أي توطين إيراني في الداخل العراقي، سواء بواسطة حلفاء المذهب الواحد، أو العودة إلى ملفات العهود القديمة حين كانت الامبراطورية الفارسية تبسط نفوذها على معظم دول عالمية، فإن المنظور الأمريكي يتحرك للسبب نفسه، أي أن إعطاء إيران جنوب العراق الخزان الكبير للنفط، يعني إضافة بعد اقتصادي وجغرافي، وإذا ما اكتملت هذه الحلقات بامتلاكها سلاحاً نووياً حتى ولو كان محدوداً، فإن الخليج مهدد بأن يصبح بحيرة نفطية إيرانية، وهنا أصبح الموضوع أكثر خطورة من أي تصورات أخرى..

هذا الفكر الاستراتيجي ليس جديداً، وربما أن الأحداث هي التي غيرت بعض المعالم والسياسات، أي أن الإقدام على احتلال العراق، لم يكن بتصور مَنء أقدموا على تلك المغامرة، أن يكون مشكلة أمنية واستراتيجية، تنهض على إيقاعها دولة نووية إيرانية..

وكما سبق أن قلنا إن مصالح أمريكا تتعالى على أي خلافات أخرى، فإن رفضها المعلن ضم تايوان للصين، ليس لأنها تشكل قاعدة عسكرية واستراتيجية تخدمها، وإنما الخوف من إضافة رأسمال مادي وبشري متقدم علمياً وتقنياً إلى الدولة الكبرى القادمة، وهذه المحاذير تتطابق مع رفض ضم الكويت للعراق، أو جنوب العراق وربما وسطه إلى إيران، بمعنى أن حرباً قد تُشن على إيران هدفها مصالح نفطية بالدرجة الأولى، وليست مذهبية أو قومية لمن يعتقد أنها تناصر طرفاً على آخر وفقاً للفكر الذي يجري في المنطقة، وحتى موضوع الإرهاب يأتي على نفس الإيقاع، لكن تبقى الاستراتيجيات الكبرى فوق تصور وآمال الدول الصغرى.

About this publication