Muslims Should Blame Themselves, Not bin Laden

<--

أوتاد

بن لادن ليس هو السبب

اسامة بن لادن إرهابي, مجرم, قاتل, سافل, وكل الصفات غير الإنسانية موجودة فيه, لكنه حتما غير مسؤول عن ارتفاع نسبة الكراهية في الغرب للمسلمين . وتتجلى هذه الكراهية في تبني الحكومات الغربية لكثير من الوسائل المبتدعة حديثا لمنع تدفق المسلمين لأميركا واوروبا عموما, اللجوء للقوانين المقيدة للحريات والمنتهكة لحقوق الانسان كتدابير احترازية لتوفير الامن الداخلي للمواطنين والمقيمين, مثل قانون الوطنية الاخير الذي قام الرئيس الاميركي بإمضائه, والذي يجيز التدخل المباشر لأجهزة الامن الاميركية التنصت على المكالمات الهاتفية مثلا . واما اوروبا فقد خصت المسلمين من دون غيرهم بامتحانات عسيرة عند التقدم لطلب اللجوء أو الهجرة, كإجادة اللغة الرسمية للبلاد, كما تشددت قوانينها أكثر في مسألة الحجاب والنقاب, كما في فرنسا وألمانيا وهولندة أخيرا . ولا شك أن المزيد من التشدد تجاه المسلمين قادم في المستقبل القريب . وبرغم الحقيقة التي يتفاخر بها المسلمون بكون ان الدين الاسلامي اكثر الديانات انتشارا في اميركا والغرب, إلا ان الحقيقة هي ان هذا الدين, برغم كثرة المؤسسات الاسلامية في الغرب, هو الأكثر غموضا للاوروبيين والاميركيين. ومما يؤسف له حقا ربط الدين الإسلامي بالارهاب بسبب كثرة استخدام الارهابيين للآيات والأحاديث الدينية في تبرير العمليات الارهابية وعند ذبح الرهائن . وأما ما يقدمه الخطباء في المساجد والمقالات والوسائل الإعلامية المختلفة بتكفير غير المسلمين والدعاء عليهم بالويل والثبور ووصف اليهود بأحفاد القردة والخنازير, فقد خلق في ذهنية الانسان الغربي صورة الدين غير المتسامح, والرافض للتعددية الدينية . وبذلك يكون المسلمون هم الذين يتحملون مسؤولية تشويه الدين الاسلامي في الذهنية الغربية المعاصرة, وهم الذين فشلوا في تقديم الصورة الإيجابية للإسلام, ومن ثم هم الذين يتحملون مسؤولية كل البلاء الذي يقع على المسلمين اليوم .

لماذا لا ألوم بن لادن ? لأن بن لادن لم يستشر أحدا ليكون إرهابيا, ليقتل الناس ويدمر البلاد والعباد. لقد أكرمنا الله سبحانه بالعقل لكي نميز الحق من الباطل, والخير من الشر . هل رأيتم أحدا من الذين يحرضون الناس على ” الجهاد”, قد ذهب بنفسه أو دفع أحد ابنائه للجهاد في سبيل الله ?? بالعكس, ففي الوقت الذي كانوا يدفعون الاغبياء للجهاد في العراق والشيشان, كانوا هم يزيدون عدد زوجاتهم من نسبة التبرعات التي يحصلون عليها من أهل الخير, ويتنعمون بما لذ وطاب من المتع الدنيوية, بل ويرسلون أبناءهم للدراسة في الولايات المتحدة الاميركية, ويؤسسون الشركات المالية ويزيدون في ارصدتهم البنكية في البنوك الاجنبية .

أسامة بن لادن لم يجبر أحدا على الذهاب للعراق لقتل أهله وتدمير منشآته, لم يجبر أحدا على قتل الأبرياء من الناس في السعودية والكويت واميركا والدول الأوروبية . بن لادن لم يقل لمسلمي الغرب, اكرهوا البلاد التي آوتكم بعد تشريد, وأغنتكم بعد فقر, وأطعمتكم بعد جوع, ووفرت لكم الحرية بعد الاستعباد في بلادكم المسلمة, وعلمتكم بعد جهل . أنتم فعلتم كل هذه المصائب باختياركم وبإرادتكم الحرة . لقد سعيتم إلى الشر برغبتكم , ولم تقدموا الاحسان مقابل الاحسان , فماذا تتوقعون من الغرب وهو يرى مواطنيه يقتلون باسم الدين ? ويرصد الكراهية باسم الدين ? ويناله أذى الارهاب باسم الدين ? من الطبيعي جدا أن يكرهكم, وان يضيق الخناق عليكم حتى لا ” تغزوه “في قعر داره كما تعلنون في بياناتكم وخطبكم . الغرب الآن يرفضكم حتى لا تفسدوا البقية الباقية التي اهتدت بالعقل, وفهمت دينها من منطق السلم والحوار بالتي هي احسن, فرفضت الوسائل الإرهابية وأسلوب القتل والتدمير لمن أحسن إليها ووفر لها الملجأ الآمن والعيش الشريف, وحفظ الكرامة .

والحقيقة التي لا بد من مواجهتها اليوم هي ان الناس في الغرب ما عادت تثق بالمسلم بشكل عام, ومن ثم على المسلمين الذين يعيشون في الغرب قطع الصلة تماما بمسلمي الشرق, وان يرمموا ما خرب من علاقاتهم في المجتمعات الغربية من خلال الإعلان عن تقبل القيم الانسانية التي بموجبها تم قبولهم في الغرب . كذلك مطلوب منهم أن يقطعوا الصلة برجل الدين وفتاواه التي لا تسمن ولا تغني من جوع مستهدين بعقولهم التي منحها الله إياهم ليتدبروا حياتهم . واذا لم يقوموا بها فعليهم تحمل عواقب ما ستأتي به الايام القادمة من صعوبات, وعليهم ألا يلوموا بن لادن أو الزرقاوي, بل لوم أنفسهم التي انساقت جهلا لآراء الفقهاء ورجال الدين .

المسلمون على وجه الخصوص, غير مرحب بهم في الغرب اليوم, والسبب يعود الى انكفائهم على الذات طوال السنين الماضية, ثم زادوا الطين بلة بالارتباط بالجماعات الدينية فأوردتهم التهلكة . وكل واحد يجني ما زرع .

* توضيح للأخ سعود السمكة : بعيدا عن سوء النوايا لم أتعرض لما كتبت حول مراكز الخدمة لأني لم أقرأ الموضوع, لكن كل موضوع حتى لو كان التعليم هو تافه كموضوع مقارنة بالتعذيب الذي نص الدستور على تحريمه وهو ما لا يخفى عليك . فالحديث ينصرف للمقارنة وليس له علاقة بموضوعك . ثانيا, يفهم من يقرأ مقالك عني أنك لا تمانع بتعذيب الذي يجلب المفرقعات, وأعتقد حتما أنك لا تقصد ذلك , لأنك ضد التعذيب من حيث المبدأ . فالقراءة الخاطئة تؤدي الى استنتاجات خاطئة .

About this publication