'Great Satan's' Overture to Iran Sure to Backfire

<--

الشر)!!

محمد كعوش

(الشيطان الأكبر) يدعو (محور الشر) للحوار.. ولكن لست ادري حتى, كيف, أين, والأهم من كل ذلك… لماذا?!

صديق قديم يتعاطى السياسة ويتابع تطور الاحداث قال لي ذات يوم, عندما صعدت واشنطن من حملتها ضد ايران: ساقطع ذراعي اذا قامت واشنطن بفرض حصار أو فرض عقوبات, أو شن عدوان على ايران?!

لم اتوقف طويلا عند قول الصديق ولم اعره الكثير من الاهتمام, ولكني الآن تذكرت كل كلمة قالها وبدأت ابحث عن حقيقة ما قصده وعناه.

فالدعوة التي اطلقتها واشنطن لبدء حوار مع طهران حول العراق تدعونا الى اعادة النظر واعادة الحسابات حول ما يدور ويحدث حولنا في المنطقة… فنحن نعرف أن طهران دعمت الغزو الامريكي لافغانستان كما اسعدها غزو العراق واحتلاله وتغيير نظامه لاسباب كثيرة… ولكننا لم نكن نعلم ان هناك قنوات سرية سالكة بين واشنطن وطهران, وان هناك اتصالات (من تحت الطاولة) وصلت الى مستوى المساومة على العراق وقضية وحدته ارضاً وشعباً…

فقبل أيام قليلة ظهر الرئيس بوش على شاشات الفضائيات وهو يكيل الاتهامات لايران ويهدد ويطلب من حكامها عدم التدخل بالشؤون العراقية الداخلية ويتهمهم بالتخريب والعبث بأمن العراق, وفجأة تقوم الادارة الامريكية بدعوة طهران الى التحاور حول الوضع في العراق بعد اكتمال 3 اعوام من الحرب التي قررها رجل الحرب المغامر والذي يبحث الآن عن مخرج يحفظ له ماء الوجه بعدما تحولت الحرب الى كابوس يقلق سكان البيت الابيض..

يريد الرئيس بوش ان يدخل في مساومة مع حكام طهران الذين رحبوا بالدعوة الى الحوار واعتبروها فرصة تاريخية للتخلص من الضغوط الغربية وبالتالي تجميد الحملة التي قادتها الولايات المتحدة على ايران تحت عنوان (الملف النووي الايراني)…

هذه التطورات تؤكد ان المصالح التي تقاطعت في السابق بين امريكا وايران قد التقت الآن في العراق… فالولايات المتحدة غارقة في مستنقع العراق, حيث جاءت النتائج عكس ما توقعت ادارة بوش وصقورها والمتعاونون معهم من العراقيين وتريد الآن انقاذ ما يمكن انقاذه, في حين طهران المستفيدة من (احتلال العراق) تعتبر ان الجيوش الامريكية في العراق هي بمثابة رهينة لدى الايرانيين لان مجرد تحريك الشارع العراقي الموالي لطهران سيحول الجنوب الى جحيم حقيقي ملتهب تحت اقدام الجيوش الغازية….

هذه الحقيقة تدركها واشنطن كما طهران تماماً, لذلك تأتي دعوة الامريكيين لبدء حوار مع الايرانيين بمناسبة انتهاء 3 اعوام من الاحتلال وبعد تأزم الموقف في العراق وتصاعد المقاومة وظهور القلق من اشتعال حرب اهلية تفلت فيها زمام الامور وعدم السيطرة نهائياً وبشكل مطلق …

فواشنطن تريد الانسحاب بأقل الخسائر… حتى لو كانت الوسيلة حفلة غزل مع طهران… ولكن ليس بالضرورة ان تكون الادارة الامريكية قد اصابت هدفها بطرق هذا الباب لان التشاور والتحاور مع ايران يثير ويستفز مشاعر العراقيين العرب من سنة وشيعة والأكراد فهذا الحوار سيفجر حتما غضب العراقيين جميعاً باستثناء العراقيين الايرانيين فقط… وبذلك تكون واشنطن انتقلت من تحت الدلف الى تحت المزراب!!.

وفي الختام نسأل: هل من حق الولايات المتحدة كسلطة احتلال التحاور والتفاوض مع ايران حول شأن العراق وقضية شعبه??

About this publication