Bush Plans Sudan Invasion … Can Americans Stop Him?

<--

نقاط سياسية

الطيور

رجب عبدالعزيز

عندما قدم المخرج البريطاني ألفريد هيتشكوك فيلم “الطيور” في الستينيات من القرن الماضي الذي تخيل أن هذه الكائنات الرقيقة ذات الأجنحة والريش تتجمع لتهاجم الإنسان ظن كثيرون أنه أسرف في المبالغة وان الطيور لن تصبح يوما ما خطرا علي البشر. لكن لسوء الحظ تحققت هذه الرؤية الغريبة واصبحت الطيور تنقل مرضا يهدد الإنسان في كل مكان.

واكتشف الإنسان انه لايسيطر علي الطيور البرية. فهذه المخلوقات تهاجر بالملايين من قديم الزمان عبر القارات والمحيطات والبحار في الشتاء والصيف. وتنتقل كيفما تشاء لاتوقفها حدود ولا دفاعات. ويسافر الطير منها آلاف الكيلو مترات في الرحلة الواحدة دون تزود بالماء أو الوقود. واثبت العلم ان الطيور لها لغات للتفاهم بين أنواعها. لكن لم يتم فك شفرات تلك اللغات بعد. ويبدو أن الإنسان لايسيطر إلا علي الطيور التي لاتقوي اجنحتها علي حملها الي مسافات بعيدة فاستضعفها واستأنسها وحولها الي طيور داجنة.

ومن شرق آسيا جاء الخطر. ولاندري لماذا تخرج من هناك أمراض عديدة كالانفلونزا الآسيوية التي قتلت الملايين في القرن الماضي والسارس والتهابات الدماغ وغيرها. وظهرت انفلونزا الطيور هناك منذ عام 2003 لكن انتشارها كان محدودا وفي أواخر العام الماضي تفشي المرض في الصين وتايلاند وكمبوديا واندونيسيا. ولم يكن هناك مفر من انتقاله الي قارات أخري في عالم جعلت منه الطيور المهاجرة وليس وسائل الاتصالات فقط قرية واحدة.

وانتشار المرض علي نطاق عالمي واسع اختبار لكل الدول في القرن الواحد والعشرين يفرض عليها التكاتف لانقاذ البشرية من وباء قد يودي بحياة الملايين ويقضي علي تجارة يتعيش منها الملايين وعلي نوع من الغذاء لايستغني عنه الملايين.

ولم يكن هناك مفر ايضا من وصول هذا المرض الي مصر فنحن في قلب العالم ونستضيف الطيور المهاجرة التي يجذبها طقسنا المعتدل ومياهنا الرقراقة وزراعاتنا الريانة كما يبدو ان علاقاتها طيبة مع طيورنا الداجنة! لكن لامجال للذعر ولنتعامل مع الأزمة بعقول هادئة حتي تمر وعلينا أن نساهم في الجهود العالمية المبذولة للتصدي لهذا المرض. علينا ان ننشط أجهزة البحث العلمي لدينا وان نبحث في بيئتنا المحلية الغنية لعلنا نجد دواء مصريا ناجعا يحد من خطورة المرض ويخفف من الهيستيريا المصاحبة له.

About this publication