'A Fourth Gulf War Would Burn Everyone'

<--

حرب الخليج الرابعة ستحرق الجميع 
جاسر

عبدالعزيز الجاسر

ليس وحدها دول الخليج العربية التي ستتضرر أفدح الضرر إذا ما اندلعت حرب رابعة في منطقة الخليج العربية بعد تزايد التهديدات الأمريكية والإسرائيلية على خلفية اتهام إيران بتنفيذ برنامج عسكري لتصنيع الأسلحة النووية، فبالإضافة إلى دول الخليج العربية سيلحق بإيران والعراق والدول المجاورة أفدح الضرر جراء قيام أمريكا أو إسرائيل بمهاجمه المنشآت النووية الإيرانية، فمثل هذا الإجراء سيشعل المنطقة برمتها، إذ لن يقتصر الأمر على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية فحسب، بل ستمتد النيران أولا إلى العراق بعد أن تلتهم الأراضي الإيرانية، فالمعروف أن الحرب تبدأ بشرارة تمتد إلى الأجزاء الأخرى، وفي حالة حصول مواجهة أمريكية إيرانية بالذات فلن يقتصر الأمر على تدمير المنشآت النووية الإيرانية إذ إن الأمريكيين لا يخفون رغبتهم في تغيير النظام الإيراني الحالي بتطبيق نفس السيناريو العراقي، أي شن هجوم يبدأ بتدمير المنشآت النووية وينتهي بغزو شامل لكامل الأراضي الإيرانية، وبما أن إيران ليس العراق، سواء من ناحية الجاهزية العسكرية، أو التعبئة الجماهيرية، وامتلاك أدوات تدميرية خارج إيران، فإن المتوقع وهو ما يعرفه الأمريكيون قبل غيرهم أن تكون مهاجمة إيران وغزوتها ليست ب (النزهة) إذ سيقوم الإيرانيون بالرد الذي ليس بالضرورة سيكون محصورا بالقوات الأمريكية والقواعد التي تتواجد فيها، بل يتعدى ذلك إلى مهاجمة المصالح الأمريكية، وخريطة هذه المصالح والقريبة جدا من إيران تنحصر في العراق ودول الخليج العربية التي تمتد حدودها مع إيران عشرات الآلاف من الكيلو مترات إضافة إلى تركيا وأفغانستان وحتى باكستان… وهكذا فإن مساحة الحريق ستمتد من آسيا الوسطى إلى الشرق الأوسط مرور بالخليج العربي، وبما أن هذه المناطق تحتوي على أكبر مخزون للطاقة في العالم، فإن اقتصاد العالم سيصاب بضرر كبير… وكبير جدا. 
هذه الصورة المخيفة التي تستشعرها جميع دول المنطقة ومراكز البحث العالمية المهتمة بالشؤون الاستراتيجية والاقتصادية، جعلت الجميع يعمل إلى البحث عن أساليب عملية لإبعاد شبح الحرب المدمرة تلك، ورغم تباين المواقف فإن هناك إجماعا لدى دول الخليج العربية والدول الغربية، وحتى أمريكا وإيران على استنفاد جميع الوسائل لتحقيق هذا الغرض، ومن أهم هذه الوسائل تنشيط الحوار بين الأطراف المتداخلة في هذه المسألة من خلال قيام أطراف ثالثة تقوم بدور وسيط كقناة توصيل بين واشنطن وطهران، وقد حاولت دول أوروبا الغربية وبالذات ألمانيا وبريطانيا وفرنسا القيام بهذا الدور إلا أنها اصطدمت بشكوك إيران بانحياز الغرب لأمريكا وإسرائيل، وهذا ما أفسح المجال لمطالبة دول الخليج العربية بهذا الدور خاصة وأنها ترتبط بعلاقات جيدة بكل من إيران وأمريكا وأن هذه الدول من أكثر الدول تضررا في حالة اندلاع حرب في المنطقة

About this publication