Iran Must Change, but Not by America's Hand

<p>Edited by Louis Standish</p>

<--

واشنطن والنووي الايراني – رزاق عبود

وجدت امريكا في المشروع النووي الايراني حجة للضغط، ومبررا لشن حرب جديدة لتكتمل سيطرتها علي كل حقول النفط في اسيا من تركمانستان الي العراق، وايران. نفط الخليج مضمون بالجيب. فالمشروع النووي الايراني ليس جديدا، بل هو احياء للمشروع الايراني القديم زمن الشاه. الذي لم تحتج عليه لا امريكا، ولا دول الخليج فلقد كان الشاه معاديا لحركات التحرر، ومعاديا للشيوعية، والاتحاد السوفيتي. وكأن ايران لم تقع وقتها لا علي خط الزلازل، ولا اهتم احد بالبيئة، فعدو عدوي صديقي. ان ايران بعكس اسرائيل موقعة وملتزمة بمعاهدة منع انتشار السلاح النووي. فلماذا لا تهدد امريكا اسرائيل؟ ولماذا لا يخاف العرب من قنابل اسرائيل ومن المخاطر البيئية المحتملة؟ ام ان عدو عدوي صديقي مرة اخري؟ ان نفاق امريكا وابواقها العربية واضح، ومكشوف. اضافة الي المبالغة المقصودة، ونشر التخويف، والرعب من ايران بدل امريكا، واسرائيل. فالعملية لا زالت في بداياتها، فايران لم تخصب حتي الان اليورانيوم الذي قد يتحول الي قنبلة بعد سنوات طويلة. فالتقنية اللازمة لذلك غير متوفرة، حتي الان، لدي ايران والا لترددت روسيا بتعاونها النووي مع ايران. ثم لماذا لم يعترض احد علي قنبلة باكستان “الاسلامية”؟ لقد دعمتها الدول العربية والاسلامية، ودعمتها امريكا بعد ان تعهدت باكستان بعدم استخدامها ضد اسرائيل. وهي دفاعية فقط! ولتهدد بها الهند فقط. فلقد كانت الهند صديقة للاتحاد السوفياتي، واشد مناصري العرب، ومن مؤسسي منظمة دول عدم الانحياز. ولهذا اعترضت امريكا علي تعاونها النووي مع روسيا ولم تعترض علي قنابل باكستان الاسلامية التي كانت ولا زالت موجهة لاصدقاء العرب وليس لاعداءهم. انا لا اضمر للنظام الاسلامي القائم في ايران اي ود، واتمني زواله في اسرع وقت لتتمتع الشعوب الايرانية بالحضارة البشرية كغيرها من الشعوب، ولكن ليس علي يد امريكا التي حولت العراق الي مسلخة يومية لابنائه. ولكن لا يجب الكيل بمكيالين. ان اسرائيل هي العدو الاول لكل امانينا مهما كانت متواضعة. ونحن نعلم ايضا ان لايران مطامع في العراق، وبعض دول الخليج لاسباب طائفية معروفة واقتصادية اهمها ان نفط ايران ينتهي عام 2016 حسب تقديرات المنظمات الدولية المختصة ولهذا فهي تسعي لبديل نووي. كما احتلت امريكا العراق بسسب قرب نفاد الاحتياطي النفطي الامريكي وبسبب تحول الصين، وستتبعها الهند، الي عملاق اقتصادي كبير يهدد الهيمنة الاقتصادية الامريكية وحاجة الصين، والهند المتزايدة من النفط. لذا فانا استغرب ان يندفع بعض الكتاب التقدميين للهجوم علي حق ايران واية دولة اخري في امتلاك اي نوع من الطاقة واي نوع من السلاح. فنحن نؤمن بالمستقبل والنظام الشمولي الايراني في طريقه الي الزوال وربما قد يساعد امتلاك السلاح النووي علي ذلك. فالشعب الايراني لم ير من ثورة المستضعفين غير الحروب وتكديس السلاح. وعندها سيتخلي النظام الديمقراطي القادم بالتاكيد عن ترسانته النووية كما فعلت جنوب افريقيا بعد سقوط نظام الابارتيد، وكما فعلت اوكرانيا. ولا تنسوا ان من يحكم في ايران هم تجارالبازار المعممين وهم بارعون في سياسة الابتزاز، والمناورة، ويعملون علي الاستفادة من تجربة كوريا الشمالية، وان بدت انها تستخدم اساليب صدام في المهاترة، والعناد، والادعاء لغرض الابتزاز وفرض الشروط. ثم ان من يريد حماية العالم، والمنطقة من المخاطر الكارثية النووية الايرانية لا يهدد باستخدام السلاح النووي ضد ايران كما فعلوا مع اليابان، وكما استخدموا اليورانيوم المنضب في العراق. ام ان الاشعاع النووي الامريكي معصوم من الخطأ، مثل قنابلهم “الذكية” التي اصابت المنازل، والمدارس، والمستشفيات، والملاجئ، وخيام البدو؟؟؟

About this publication