البرميل العراقي
د.عماد علو
كاتب من العراق
البرميل هو مستوعب معدني أو خشبي اسطواني الشكل زاد ظهوره في حياة العراقيين بشكل حاد ولافت للنظر بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق . ويعتقد كثير من المراقبين أن البرميل احد مظاهر ومستلزمات الديمقراطية المستوردة من بلاد (العم سام) فاقترن بها وتطور استخدامه والحاجة إليه مع تطور العملية السياسية في العراق . وأصبح سلعة أساسية ضرورية لا يستغني عنها أي بيت أو دائرة أو منشأة عراقية رسمية وغير رسمية . وقد استخدم البرميل بعد الاحتلال في المنزل العراقي علي نطاق واسع ومن قبل جميع شرائح وطبقات وفئات (الطيف العراقي) وذلك لحفظ وقود المولدات ووقود التدفئة وكذلك لحفظ وخزن المياه بعد انقطاعها نتيجة التطور الديمقراطي في العراق . وانشغل العراقيون في ابتكار وسائل الاستفادة من البرميل في الصناعة و في بناء العمارات والمصانع والدور كسكلات للوقوف عليها أو لوضع (الدراب) بين برميلين والوقوف عليه كما استخدمت البراميل المتصلة بعضها ببعض كأنبوب للنقل والتخلص من مخلفات البناء . كما استخدم البرميل كمغطس في محلات (البنجرجية) لفحص الإطارات المثقوبة . ولا ننسي الاستخدام الأوسع والأشهر هو استخدام البرميل في حفظ الأمن والنظام في شوارع وأزقة بغداد عن طريق قطعها بمجاميع من تلك البراميل .
أما في الزراعة فقد استخدم البرميل لنقل المياه إلي المزروعات من النهر أو من الناعور بعد أن يقسم إلي نصفين بشكل طولي وبوضع عدد من أنصاف البراميل مع بعضها يصبح لدينا قناة معدنية لنقل مياه السقي إلي الحقول .كما أبدع العراقيون في استخدام أنصاف البراميل لإطعام واسقاء المواشي والدواب .
واغرب استخدام للبرميل هو استخدامه في مكافحة القوارض فقد روّي أن فلاحا شكا إلي صديقه كثرة الجرذان في حقله فاقترح عليه صديقه جمع عدد منها ووضعها في برميل لمدة أسبوع بدون طعام ليحصل علي علاج للجرذان وطبق الفلاح الفكرة وبعد أسبوع فتح البرميل فلم يجد من الجرذان إلا واحدا” يقطر فمه دما” من بقية الجرذان اللذين التهمهم ، فأطلقه في الحقل ليبدأ بالتهام بقية الجرذان !! وقد استفاد المخططون الاستراتيجيون الأمريكان من هذه الفكرة فحولوا العراق إلي برميل جمعوا فيه عصابات الإرهاب والجريمة من كل حدب وصوب بعد أن تركوا حدوده مفتوحة ليصبح حاضنة جديدة للإرهاب والجريمة يمكن توزيع مخرجاتها لاحقا علي المنطقة لتنفيذ المخطط الديمقراطي الأمريكي فيها تحت شعار غريب عجيب متناقض المعني تروج له وسائل الإعلام الغربية ألا وهو (الفوضي البناءة) في مسعي لتسويغ المذابح وحمامات الدم التي تجري في العراق في ظل الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق .إن مسك الحدود العراقية بشكل جدي من قبل قوات عراقية مخلصة لهذا البلد لابد أن يأخذ أسبقية أولي في سجل المهمات العديدة التي علي الحكومة الجديدة حلها لضمان الأمن والاستقرار في العراق ومنع التسلل من دول الجوار إلي الداخل العراقي أياً كانت دوافعه وأسبابه.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.