أميركا وإيران ولعبة السلاح النووي
هل تتنبه دول الخليج أم تبلع الطعم الأميركي الملغوم?
يحق لإيران أن يكون لها نشاط ومفاعلات نووية في المجال السلمي الصناعي والمدني للحصول على التقدم التكنولوجي الذي يساعد شعبها الفقير على النهضة ورفع مستوى المعيشة والحياة الكريمة.
صعدت أميركا خلافها مع إيران على مختلف الأصعدة, حيث قامت وزيرة خارجيتها بزيارات لدولنا, دول الخليج العربي للاغراض الآتية:
1- تأليبها هذه الدول على إيران وتخويفها من سلاحها النووي.
2- مطالبتها للضغط على إيران لايقاف هذا النشاط.
3- إشعار دول الخليج الغنية بأن الحرب قادمة بينها وبين إيران وعلى الدول الخليجية أن تستعد لحماية نفسها بشراء السلاح الأميركي الغالي الثمن والذي سيكدس في المخازن ولن يستعمل ساعة الحرب لأن السلاح الأميركي ذا التكنولوجيا الراقية لن يسمح ببيعه لغير اسرائيل والدول الأوروبية الحليفة.
تأثرت الدول الخليجية بهذه التحذيرات وبادرت لتقديم طلبات شراء سلاح من أميركا بالاسعار الغالية التي تعرضها أميركا نفسها كما أوردت ذلك قناة الجزيرة مع المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع الأميركية.
قد لا تقع الحرب مستقبلا بين اميركا وإيران لأنها مخاطرة كبيرة على أميركا بعد تجربة المستنقع العراقي وستتحاور سلميا مع ايران بعد ان تكون دول الخليج الغنية والموالية, قد بلعت الطعم الأميركي السام, واعادت لأميركا كل الدولارات التي جنتها من ارتفاع اسعار النفط في السنوات الأخيرة ثمناً للسلاح الأميركي الذي ستشتريه منها.
هذه اللعبة الأميركية تسببت في ايقاف وتجميد المشاريع التنموية التي بدأتها الدول الخليجية فجمدت الكويت مشروع الصبية والمدينة الصناعية حولها, وينتظر أن تقوم السعودية كذلك بتجميد وتأجيل مدينة الملك عبدالله الصناعية حول مدينة جدة, مما يعيق الانماء ويطيل فترة حرمان الفئات الفقيرة من الاسكان ويزيد بطالة الأيدي العاملة هناك.
يحدث كل ذلك على الرغم من معلومات مؤكدة تثبت ان ايران خلال جولات كبار مسؤوليها على دول الخليج اخيرا كالكويت وقطر والرياض والبحرين والامارات قدمت كل الضمانات الأمنية لهذه الدول المتخوفة كما انها لمزيد من التطمين, عرضت عليهم ما يلي:
1- سماح إيران في بناء مفاعلات خاصة لكل دولة خليجية على الأراضي الإيرانية لصالح التقدم العلمي والتكنولوجي لهذه الدول ومستقبل أجيالها ولكي تطمئن على نهج إيران السلمي العلمي.
2- استعداد إيران لنقل مفاعل أبو شهر القريب من الدول الخليجية الى مكان آخر غير أبو شهر الذي أسسه الشاه المعزول في أواخر أيامه.
هذه ملاحظات وتنبيهات حتى لا نقع في شرك أميركا الذي سينهب المال ويؤخر النماء ويتركنا على حديدة الفقر والتأخر لسنوات مستقبلية طويلة لا سمح الله تعالى.
علما بأن كلا من هذه الدول الخليجية, وخصوصا قطر والكويت والسعودية والبحرين, لا تحتاج لشراء الأسلحة الأميركية لأن لديها اتفاقات دفاع رسمية قائمة حاليا مع الولايات المتحدة وحتى فرنسا وبريطانيا, كما أن لهذه الدول السابقة, وخصوصاً أميركا, قواعد عسكرية ستراتيجية مجهزة بجميع وسائل الدفاع والهجوم في هذه الدول الخليجية قائمة حاليا على أراضيها.
* وزير كويتي سابق
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.