The American Marines Are Ever-So Polite …

<--

زاوية غائمة

عند المارينز كل شيء بـ «بليز«

جعفر عباس

لا أعرف لماذا تسيء أجهزة الإعلام في كل بلاد العالم – ما عدا في الولايات المتحدة – الظن بجنود مشاة البحرية الأمريكان (المارينز)، وتسلط من ثم الأضواء على الهفوات التي يرتكبونها في العراق، مثل قتل 15 مدنيا، 9 منهم من عائلة واحدة في بلدة الحديثة داخل بيوتهم من دون ان تكون قد صدرت حتى «بصقة« من تلك البيوت في اتجاه المارينز!

وش فيها لو مات 15 عراقيا في عملية دهم واحدة؟ في شهر ابريل المنصرم قتل الف ومائة وعشرة عراقيين.. يعني المتوسط نحو 35 قتيلا يوميا، .. عادي!!! المهم ان هناك تقارير تتجاهلها وسائل الإعلام العربية بالذات تؤكد أن للمارينز جانبا إنسانيا،.. خذ مثلا مداهمتهم لأحد البيوت مدججين بالسلاح ولم يجدوا في البيت سوى صِبية وأمهم.. ولم يمسوا أحدا بسوء، بل وبكل أدب طلبوا من الصغار ان يدخلوا غرفة صغيرة ويبقوا فيها الى حين منحهم الإذن بالخروج.. كان الصغار مرعوبين بالطبع وجلسوا لبضع دقائق في الغرفة الصغيرة وهم يرتعدون من الخوف، ولكن سرعان ما اطمأنت قلوبهم بعض الشيء عندما سمعوا ضحكات الجنود وصراخهم وجدالهم المرح .. ما حدث هو ان المارينز دخلوا البيت ليفتشوه على أمل ان يعثروا فيه على «إرهابي« او مستودع سلاح، ولكنهم نسوا مهمتهم الأصلية بعد ان رأوا جهاز «بلاي ستيشن تو« للألعاب الالكترونية فقرروا إبعاد الأطفال عنه وجلسوا يلعبون عدة ساعات وهم في قمة المرح.. واعتقد انني أتمتع بخصال ونزعات مارينزية لأنني أحب لعبة «كراش« في البلاي ستيشن وأحيانا أمارس الإرهاب ضد ولدي الصغير: قوم ذاكر دروسك.. روح اعمل لي سندويتش كبسة! المهم: إبعاده عن اللعبة حتى يتسنى لي الاستمتاع بها.. وما زلت مولعا بأفلام الكرتون وصرت سعيدا لأن هوليوود صارت تنتج أفلام كرتون طويلة وممتعة ولم يعد توم آند جيري هما الشخصيتان المفضلتان لدي. وفي حادث آخر اقتحم المارينز بيتا في بغداد ولم يجدوا فيه أثرا لمقاتلين أو أسلحة.. طبعا عيب يخرجوا من البيت وأيديهم «فاضية« لأن الجيش الأمريكي منضبط، ولازم كل مجموعة جنود تقدم تفسيرا لبقائها في منطقة ما فترة معينة.. ماذا وجدت وكم بيتا فتشت؟ ويبدو ان البيت أعجبهم لخُلوه مما يهدد حياتهم، فلم يكن فيه سوى سيدة عجوز (بعد ان هرب أبناؤها من المدينة خوفا على حياتهم).. خاطب المارينز العجوز بأدب مقرون بالحزم: اطبخي لنا شيء نأكله.. ملينا وزهجنا من المعلبات.. بس «بليز« ما نريد باجا (رأس الخروف) لأننا قوم متحضرون! قالت العجوز بصوت عال: حكم القوي على الضعيف وقامت وطبخت ما توفر في البيت من لحم وخضار وقدمته لهم وهي تهمهم: خذوا ان شاء الله ينزل سم يهري بطونكم! صاحوا فيها: وات؟ ابتسمت العجوز وقالت بالعربية: يا رب صاعقة مليون كيلو وات تنزل على رؤوسكم.. فشكرها المارينز على «مشاعرها الطيبة« تجاههم وأكلوا وجبة ساخنة وشكروا العجوز وغادروا البيت.. كل هذه الرقة وتصِمهم وسائل الإعلام بالوحشية؟