Protecting Syria from U.S. and Israel May Now Be Impossible

<--

المحافظة على سورية

كل الأطراف المعنية في المنطقة تريد إبعاد دمشق عن المعركة بالضغط على اسرائيل والضغط على حزب الله. ولأسباب مختلفة الحكومات المعنية لا تريد ان تمتد المعركة الى ما وراء الحدود اللبنانية، ساحة القتال المفتوحة.

وحتى عندما قال الرئيس الاميركي جورج بوش قبل ايام ان على سورية ان تدفع الثمن فانه لم يقل إن الثمن عسكري. في الأردن والخليج ومصر، رغم الاختلاف مع الحكومة السورية، ورغم وجود شك بأن للسوريين دوراً في دفع حزب باتجاه التورط مع اسرائيل، إلا ان حكومات هذه الدول تريد ألا تصل الحرب الى دمشق.

لماذا دمشق وليست بيروت؟

لبنان بلد بلا حكومة مركزية قوية يمكن الركون اليها، وفي نفس الوقت يستحيل ضبط تصرفات الفرقاء عالى الساحة. اما سورية فهناك نظام سياسي كامل وبالتالي فان أي استهداف عسكري سيضعفه، وقد يجعل من الشام خارج السيطرة. وهي الفوضى التي تخيف كل دول المنطقة. فلا احد يريد عراقا آخر ولا انهيارات للأنظمة. يقول مسؤول عربي «اننا نعتقد ان السلطة السورية ارتكبت اخطاء جسيمة، ولا تزال تفعل، في تلميح بأنها التي افسدت صفقة بين حماس واسرائيل للافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير، ولو تمت لما دكت غزة، ولا خطف حزب الله جنديين إسرائيليين لاحقا. يقول، ورغم هذا كله هناك اتفاق على الا تمتد النار اليها، وأي زعزعة تصيبها سيدفع اللبنانيون ثمنا أكبر.

في الماضي القريب سعت مصر الى ايقاف حملة عسكرية اميركية كانت ستشن عقب اتهامات واشنطن لدمشق بأنها وراء العمليات الارهابية ضد جنودها في العراق، وانها من اغتال الحريري. وتعددت المرات التي توسطت فيها دول المنطقة لحماية سورية من كل هجمة محتملة.

السؤال هل يمكن بالفعل ابعاد اسرائيل هذه المرة خاصة ان احدا لا يدري ان كانت واشنطن ستغض النظر؟

حتى الآن هناك اشارات تهدد بأن اسرائيل قد تكرر سيناريو اجتياح لبنان عام 82 باجتياح مماثل لسورية، مستفيدة من التفوق العسكري الاسرائيلي، الأمر الذي لا تنكره دمشق، وتعرف خطورته.

وبحسب تفسير مسؤول عربي حول هذا الموضوع قال ان ايران تحاول استخدام سورية بالتصعيد والتوريط. فايران تلعب دمشق قطعة شطرنج في نزاع اقليمي. فهي في حال نزاع مع الغرب حول برنامجها النووي ونفوذها السياسي في المنطقة ومستعدة لتحريك الأزمة الى درجة التصادم. ولو وقع صدام شامل تدرك ايران انها لن تخسر كثيرا كونها بلدا كبيرا وجيشها قوي، ونظامها راسخ، ونفطها مطلوب.

أما سورية فوضعها مختلف، حيث تقع بين حجري الرحا الاسرائيلي والاميركي، وتعاني من اقتصاد منهك، ولا تقوى على مواجهة القوة الاسرائيلية وحدها.

وعلى غرار من يخاف من خروج العفريت يقول المسؤول إن خوفنا من سيناريو الحرب كان دائما واردا والحرب الحالية قد تخرج عن السيطرة.

About this publication