Bush's Comments About Lebanon 'Pure Nonsense'

<--

“هراء” أميركي

20-6-06

اسرائيل تقصف لبنان. جورج بوش يقول ان سورية تريد العودة اليه. هذا هو “الهراء” بعينه، وليس الذي اتهم به بوش حزب اللـه خلال حديثه المسجل مع توني بلير في قمة الثماني الاخيرة. لا يكفي اللبنانيين الذعر الذي يعيشونه نتيجة العدوان الاسرائيلي المجنون، ليأتي رئيس العالم “الحر” ويبشرنا بحرب أهلية بين من يريد عودة السوريين وبين من يرفضها. ما علاقة عودة السوريين بهذه الازمة.

اذا كان الرئيس الاميركي يقصد بتهويله بالسوري ان يبين كم هي الحرب على لبنان مدولة، فهو ليس بحاجة لبث الذعر بين اللبنانيين. الروابط بين الحزب وطهران ودمشق ليست بحاجة لدليل، وتعثر الحوار واحتمالات التسوية بين تل ابيب والعواصم المعنية بالصراع العربي الاسرائيلي لم يكن يوما اكثر تعقيدا مما هو عليه الآن. للمرة الاولى في تاريخ الصراع المشؤوم تتناثر عروض التسوية العربية وتنعدم الردود الاسرائيلية عليها، لا لشيء الا لان اصحاب العروض المذكورة لا يملكون الحد الادنى من تفويض يخولهم اقرار السلام او الحرب.

المعنيون بالحرب والسلام لا تحاورهم اسرائيل. ولا هم يحاورونها. وتتبجح واشنطن بعزل دمشق وطهران. ولا تزال تعتقد ان علاقتها الممتازة بالقاهرة والرياض وعمان كفيلة في تحقيق التسوية. ويكفي التهويل بالسوري حتى تنتظم آليات الحل الذي تريده للوضع المتفجر. مفتاح حزب اللـه في دمشق بحسب واشنطن وتل ابيب. وخلال عدوان “عناقيد الغضب” تنقل سلف رايس وارن كريستوفر أكثر من مرة بين اسرائيل وسورية التي كانت تستضيف نظيره الايراني. ربما ينبغي تذكير واشنطن بمخاض محادثات عام 1996، وتذكيرها ايضا باللاعبين الحقيقيين في المنطقة، وان أي تسوية تستثنيهما هي الـ”هراء” بعينه. واشنطن ترفض وقف النار بذريعة انتظار نضوج ظروف تسوية دائمة. كيف تكون تسوية ودائمة من دون دمشق؟

منير الخطيب

About this publication