Katyushas of Hezbullah 'Break the Arrogance'

<--

“كاتيوشا” المقاومة.. تكسر الغطرسة!!

بقلم عصام سليمان

essam-soliman@ hotmail.com

نجحت المقاومة اللبنانية في إحراج النظام العالمي الدولي والانحياز الأمريكي السافر والتخاذل العربي الواضح.

لم يتوقع أحد أن يستمر هذا الصمود الاسطوري أمام الآلة العسكرية الغاشمة التي تضرب بلا هوادة في كل اتجاه وبكل الأسلحة الحديثة والفتاكة بل والمحرمة دوليا.. تشهد بذلك إصابات الأطفال والنساء وكل المدنيين الذين شاهدناهم عبر الفضائيات.

فعمليات القصف تركز علي البنية التحتية في لبنان وعلي المدنيين بهدف ايقاع الفتنة داخل لبنان.. وعكس كل التوقعات يتحدث المحاصرون تحت النار بروح معنوية عالية مؤكدين أنهم يرفضون القهر والغطرسة الإسرائيلية التي استباحت كل شيء. وفي هذا الصراع غير المتكافئ تماماً لأن امكانيات إسرائيل المدعومة بلا حدود من أمريكا.. لاتقارن بحال من الأحوال بامكانات بلد صغير جيشه ليس لديه طائرة واحدة.. نجد أن المقاومة أوجعت إسرائيل فعلا وواقعا بصواريخ كاتيوشا التي أصابت العمق الإسرائيلي فاضطر السكان إلي البقاء في الملاجئ وهرب السياح ليخسر الاقتصاد الإسرائيلي الكثير والكثير. ولم يقتصر الأمر علي العمق. بل ان المواجهات العسكرية أكدت شراسة المقاومة في الدفاع عن الأرض في جنوب لبنان. وأن الخسائر الإسرائيلية كبيرة ولم يتوقعها جنرالات الحرب الذين تصوروا أن الأمر سينتهي خلال أيام معدودة. فإذا بالمواجهات تدخل أسبوعها الثاني.. والمقاومة صامدة تعرقل كل محاولات التوغل التي تقوم بها القوات البرية. وتوقع إصابات عسكرية في الأفراد والمعدات ولا تجد إسرائيل أمامها إلا القصف الجوي والصاروخي علي الأبرياء والعزل لحرق الأرض بمن يقيمون عليها.

المشكلة أن أمريكا لديها استراتيجية تنفذها في ضوء مصالحها ورغباتها وإسرائيل لديها استراتيجية في تكوين دولة بلا حدود.. وإيران التي باتت علي عتبة دخول النادي النووي لديها استراتيجية نتفق أو نختلف معها.. فأين الرؤية العربية لمواجهة هذه المخططات التي تستهدف دول المنطقة بلا استثناء وليس غزة أو لبنان أو سوريا فقط؟! فكل هؤلاء مجرد مقدمة لكسر الإرادة العربية ودفع الكل إلي الاستسلام والتخلي تماما عن خيار المقاومة لأنه بلا قيمة ولا فائدة أمام القوة العسكرية الإسرائيلية التي لا تقهر.. والتي تأخذنا فرادي.. واضعة في الطريق كل الألغام لاحداث الفرقة والخلاف حتي لا نجتمع علي أمر واحد من أجل حماية أنفسنا مستقبلا.. إنها تريد منا أن نعيش في تشرذم وخلافات دائمة وحوار طرشان لا أحد يسمع أحداً.. والكل يتهم الكل.. بلا فاعلية ولا تحرك إيجابي يهدد استراتيجيتها المستقبلية المدعومة من القوة الوحيدة في العالم.

والمشكلة أيضا اننا نستسلم لذلك ولا نتحرك في مجلس الأمن المتواطئ والذي لم يتخذ حتي الآن قرارا بوقف إطلاق النار حماية للبنان التي تعاني من كارثة إنسانية.. لأن أمريكا لا تريد وترغب في إعطاء إسرائيل الوقت الكافي لتحقيق أهدافها من الحملة العسكرية التي بدأتها.. لماذا لا نستخدم كل أوراق الضغط الموجودة لدينا في تحريك أوروبا وتحييد أمريكا المنحازة علي طول الخط لإسرائيل المعتدية والمغتصبة؟!

الوقت أبدا ليس وقت حساب لمن استفز إسرائيل أو قام بعملية ضدها دون استشارة أحد.. كما نسمع من البعض.. القضية هي وقف العدوان وانهاء النزاع القائم والحد من استخدام القوة المفرطة من إسرائيل لأن ترك كل ذلك أو اغفاله سندفع جميعا ثمنه في المستقبل.

علينا أن نسرع وفورا في استغلال صمود المقاومة لدعمها وتعضيد موقفها لتحريك قضية السلام التي تسلمت إسرائيل مفاتيحها بالكامل من أمريكا.. تتحرك فيها وقتما تريد وتوقفها حينما ترغب طبقا للاستراتيجية التي وضعتها لنفسها.

فالمقاومة الآن وبكل المقاييس هي حائط صد أمام الصلف والغرور.. وعلينا أن نحسن توظيف واستغلال الموقف بشكل فعال وألا نسقط هذا الخيار من أيدينا فتضيع كل الأوراق ولن يفيد بعدها الندم أحدا!!

الشارع العربي يغلي مما يحدث في لبنان وغزة.. وعلي الحكومات أن تتحرك لمنع المأساة المرتقبة.. فهل نبدأ ونري اجتماعا عربيا يوحد الكلمة ويعيد لنا العزة والحياة بشرف؟!

بصراحة.. نتمني!!

لقطة :

* فجأة قدمت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية موعد زيارتها المرتقبة إلي منطقة الشرق الأوسط للحد من الحرب الدائرة لتصبح هذه الزيارة غداً الأحد.. بدلا من يوم الثلاثاء المقبل وهو الموعد الذي كان محدداً من قبل باعتباره من وجهة النظر الأمريكية.. الوقت المناسب.

تري لماذا هذا التحرك المفاجيء رغم أن تصريحات المسئولين الأمريكيين كانت في البداية تؤكد علي أهمية إعطاء الاسرائيليين الفرصة كاملة لتحقيق أهدافهم من العملية العسكرية التي بدأوها؟!

إنه سؤال علينا أن نفكر فيه مليا في ضوء هذا الصمود الشجاع للمقاومة والخسائر المتزايدة والفادحة وغير المتوقعة في الجانب الإسرائيلي.. إن كنا نريد الحفاظ علي حقوقنا العربية المشروعة ولانفرط فيها تحت أي ضغوط.

About this publication