نيابة البلدية .. تعالج الأوجاع
بقلم: عصام سليمان
لماذا نترك الأمور حتي تتفاقم..؟.. ولماذا لانسرع بتطبيق القانون فوراً علي المخالفين..؟.. ولماذا لاتتحرك المحليات للملاحقة والمتابعة لأية شكوي فور ورودها إليها من أي مواطن..؟.. ولماذا لانطبق مبدأ أنت حر بشرط ألا تضر بحرية الآخرين أو بالصالح العام؟!
كل هذه الاسئلة وغيرها الكثير دارت في ذهني وأنا أتابع موضوع صاحب كافتيريا شارع المطرية الذي قام في غفلة من المسئولين بتحويل مدخل العقار إلي ملهي ليلي.. وارتكب العديد من المخالفات.. وعندما اعترض السكان علي أفعاله هددهم بالبلطجية.. ولم يجد الناس مفراً إلا بالاعتصام أمام رئاسة حي الحدائق حتي يتحرك ويطبق القانون علي المخالف الذي ضرب بكل القيم والنظم عرض الحائط!!
الحالة ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة طالما أن الفساد في المحليات استفحل واستشري والروتين والبيروقراطية والمتابعة والرقابة ومقابلة المواطن صاحب الحق أو الشكوي تتم بلا مبالاة أو اهتمام.. خاصة في إدارات الإسكان بالاحياء علي اختلاف أنواعها.
أخبرني صديق أنه شاهد مواطنا يقوم ببناء مخالف في احدي العمارات المجاورة له ويتعمد أن ينفذ ما يقوم به من مخالفات ليلا وفي أيام العطلات الرسمية حتي لايأتي إليه أحد من الحي الذي يتبعه ويسأله عما يفعل.. فاتصل للابلاغ عن هذه المخالفة متصوراً أن من سيتلقي المعلومة منه سيعطيها كل الاهتمام ويتعامل معها بجدية من منطلق أن هذه المخالفة ربما تصبح كارثة مستقبلية وساعتها سوف نسمع من يقول لم يخبرنا أحد بالمخالفة في حينها حتي نتصدي ونوقفها.
لكن صديقي فوجيء بالموظف يرد عليه بغير مبالاة قائلا : المخالفة في المبني الذي تقيم فيه.. وعندما أجابه صديقي بالنفي.. تابع الموظف قائلا : ياعم وانت مالك!!
وأنا أزعم بل أؤكد أنه لو أجاب صديقي بأن المخالفة في العمارة التي يقيم فيها.. فإن الأمر ما كان ليتغير قيد أنملة.. بدليل اختلاط الحابل بالنابل في العمارات والشوارع.. مخالفات بالجملة يصعب حصرها.
مثلا الشقق السكنية تتحول جهاراً نهاراً الي مشروعات تجارية تسبب الازعاج والمشاكل وعندما يشكو الناس يجدون إذنا من طين وأخري من عجين.. ومبان أخري يقوم بعض القائمين فيها بتغيير الواجهات وبطريقة ربما تسبب خطرا علي المبني. وأحيانا هناك من يعتدي علي الشارع العام أو الحديقة المخصصة للخدمة العامة ويحولها الي ملكية خاصة أو مشروع استثماري.. ومالك شقة أو مستأجر يرفض دفع أقساط الصيانة رغم أنه يستفيد بكل الخدمات من مياه وإنارة ومصاعد وغيرها.. ولايستطيع أحد أن يوقفه عند حده.. وآخر ربما يتعمد الأضرار بالمبني الذي يقيم فيه ولايعرف جيرانه طريقا لمنعه لأن حبال المحليات مطاطه.. الخ من مخالفات صارخة!
لايمكن أن نترك هذه الأوضاع حتي تتفاقم.. ولايمكن أن نترك المخالفين يسيرون بنا الي طريق مسدود مستغلين فساد المحليات وإهمالها.. ولايمكن أن يكون الحل هو اعتصام السكان مثلما فعلت الفنانة عائشة الكيلاني مع سكان عمارة شارع المطرية ضد صاحب الكافيتريا الذي ضرب بالقانون عرض الحائط.
انني اتصور أن الحل هو العودة الي نظام نيابة البلدية الذي كان متبعا في الخمسينيات فهذه النيابة المتخصصة يمكن للمواطن المتضرر من الخطأ أن يلجأ اليها لاعادة الأمر الي نصابه وحتي نبتعد تماما عن ألاعيب المحليات وتلاعب موظفيها لأن ذلك تسبب في كل ما أصاب المباني والشوارع من مخالفات.
المطلوب ايقاف كل ذلك وإلزام الناس بالقانون الذي نسمع عنه ولانشاهد تنفيذه.
لقطات :
* الحوار بين الفصائل الفلسطينية مازال مستمراً منذ الثلاثاء الماضي في القاهرة.. وثمة اتفاق وشيك بين نتنياهو وليبرمان لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل.. المقابلة ضرورة وواجب للأخوة المتصارعين!!
* غداً اعلان جدولة ديون صغار المزارعين لدي بنك التنمية والائتمان الزراعي.. بصراحة لاغني عن دعم الزراعة والوقوف مع الفلاحين لتوفير الغذاء بدلا من استيراده.
* أكدت منظمة الصحة العالمية أن 2 مليون شخص يموتون سنويا في العالم بسبب تلوث الهواء.. ربنا يستر علينا!!
* مشيرة خطاب وزير الدولة لشئون الأسرة والسكان.. شددت علي ضرورة الاهتمام بالأسرة باعتبارها عماد أي مجتمع متقدم أو العكس.. معاها حق والمهم نتائج أرض الواقع!!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.