أحمد دحبور
وراء الكلام – خرائط كونداليزا
لن ينسى عربي على وجه الأرض، وجه وزيرة الخارجية الامريكية المشرق، عندما خرجت على العالم تبشر بولادة الشرق الأوسط الجديد من مخاض الألم اللبناني، عندما كانت طائرات بلادها، بقيادة ضباط صهاينة، تدك تراث الكنعانيين والفينيقيين والعرب في لبنان. واي ضير في تهديم الجسور، وتدمير المباني، وتكسير الطرقات ما دام الشرق الاوسط الجديد قادما؟..
وعلى قدر ما نفهم، فإن ولادة جديدة لمنطقة عريقة، تستدعي تعديلا في الخرائط، واعادة رسم للبنى التحتية والفوقية معا، وبهذا المعنى يمكن القول ان ادارة الحكومة التي تأتمر كوندليزا بخطتها، لم تكذب خبرا، فقد ظهرت للعيان بشائر الشرق الاوسط الجديد، لا بخطاب غير بليغ يلقيه الدبلوماسي البغيض جون بولتون، بل من خلال الفضائيات العربية جدا، العربية اسما ورسما. فقد كانت مدافع الاحتلال تزلزل المباني عندما خرجت ثلاث فضائيات عربية – اي والله عربية! – ببرامج خاصة عن الأمازيغ في المغرب، والتشديد على ان قبائل الأمازيغ تشكل اكثر من ثلثي سكان المغرب، وبما انهم ليسوا عربا، فان من حقهم أن.. أن ماذا؟
لا ادري اذا كانت الفضائيات العربية العربية تعرف شيئا عن سلالة الملك محمد السادس، فأمه امازيغية، وجدته لابيه امازيغية، وليس في ذلك مصادفة.. فالنظام بحث عن معادلة تجمع عنصري الأمة العربي والأمازيغي. وهكذا اصبح الملك اميرا للمؤمنين جميعا، عربا وامازيغ، اما صاحبة التاج فهي امازيغية غالبا، ويؤخذ الاعتبار ان يكون هناك وزراء يمثلون التركيب الإثني للبلد.
والملك محمد السادس – أرجو ألا يغيب ذلك عن الفضائيات العربية – ليس بعثيا، وليس ناصريا، وليس قوميا عربيا. فما من نظام قومي عربي يهدد حقوق أهلنا الأمازيغ.. وهو ما يستدعي السؤال المشروع: لماذا هذه الضجة المفتعلة من ثلاث فضائيات مختلفة في وقت واحد هو الوقت الذي أعقب تبشير كوندليزا بالشرق الأوسط الجديد؟
ولم نكد ننسى حكاية الفضائيات – العربية، لا تنسوا العربية من فضلكم – حتى طلع لنا مسعود البرزاني بالسحبة ليعلن اسقاط العلم العراقي من فضاء جزء من العراق، واستبداله بالعلم الاقليمي الكردي باعتبار ان تلك منطقة كردية. ولم ينكر العرب – ولماذا وكيف ينكرون؟- ان الاشقاء الاكراد لهم حقوق نوعية في وطنهم العراق. لكن اسقاط العلم الوطني العراقي، يحيلنا لا محالة الى بشارة كوندليزا. أما عبد العزيز الحكيم فيطالب في وضح النهار باللسان الفارسي معبرا عن بلد المتنبي..
وخلال هذا الوقت العصيب تشهد بعض الأزقة في مصر دعاوى تنادي بانفصال طائفي يؤكد الانخلاع عن الجسم العربي؟ وأين؟ في مصر، كنانة الله في أرضه وحصن العرب الحصين.. وكله بفضل بركات بشارة كوندليزا..
فالشرق الاوسط الجديد هو الامعان في تمزيق الوطن العربي، وتسخيف المشروع النهضوي العربي بتصويره ردات فعل فاشية متعصبة.. وهو ما يستدعي رسم خرائط جديدة..
ولكن الحياة والحق أقوى. فالأمازيغ أهل وأشقاء ولهم حقوق، والأكراد أهل وأشقاء ولهم حقوق، ومصر هي مصر، أم العرب والدنيا.. ولينصرن الله من ينصره. اما الفضائيات لها أن تهنأ ببركة النجم السداسي وصلوات كوندليزا
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.