At Last, Bush Admits the 'Dreadful Reality' of Iraq

<--

جحيم العراق

عدد القراء : 12 . إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش السبت الماضي بعد اجتماع دام 90 دقيقة في البيت الابيض مع كبار جنرالاته أنه سيجري كل تغيير ضروري في التكتيكات للسيطرة على أعمال العنف المتصاعدة في العراق، يعد اعترافاً صريحاً امام (المجلس الحربي المصغر) بورطته في مستنقع العراق، واظهاراً منه(للحقيقة المروعة) التي طالما تعمد اخفاءها على شعبه والعالم.

هذا الاجتماع الاستثنائي من بوش الذي اعتاد الاسترخاء في عطلات نهاية الاسبوع، تزامن مع إقرار ثلثي الأمريكيين تقريباً (65%) حسب استطلاع نشرته مجلة (نيوزويك)، بأن الولايات المتحدة في صدد خسارة مسعاها الى احلال الامن والديمقراطية في العراق، حيث ان كل المؤشرات السياسية والعسكرية والاعلامية تؤكد أن مأزق بوش في العراق آخذ في التفاقم والتعقيد، إذ مع كل يوم جديد تتراكم كرة الثلج المنتقدة لتوريط إدارته للشعب الأمريكي وللجيش في كارثة الغزو.جحيم العراق، بدأ يلقي بظلاله على وجوه مسؤولي البيت الأبيض وتصريحاتهم التي تنم عن إحباط ويأس واضحين، رغم التعنت والمكابرة من قبل بوش وصقور إدارته، ويكفي ما قاله البيرتو فرنانديز المسؤول الاعلامي للشرق الادنى في وزارة الخارجية الامريكية، لقناة (الجزيرة) الفضائية، ان بلاده اظهرت (غطرسة وغباء في العراق)، ودعوته لها ان تظهر تواضعاً اكثر في استراتيجيتها التي تميزت بـ(كثير من الاخطاء) جعلتها لا تمانع في التحاور مع اي من الفصائل المسلحة بهدف التخفيف من وطأة العنف هناك.

القوات الأمريكية الآن في العراق في وضع يرثى له، لا تملك من الأمر شيئا، وجنودها يترقبون بفارغ الصبر لحظة الفرار من جحيم “فيتنام الثانية” حيث كل المعطيات على الأرض تؤكد أن مأزقها في تفاقم، ولم يعد امام الادارة الامريكية اليوم اية مبررات او حجج يمكن ان تقدمها لتبرر بقاء قواتها في العراق، ولن يجرّ التعنت والمكابرة من جانبها، سوى المزيد من الويلات ونعوش القتلى.

أمريكا في غزوها للعراق لم تكسب الحرب، ولم تكسب السلام ايضاً بل خسرت الاثنين معاً، وها هي الآن تبحث عن أي منفذ للخروج من المأزق السيئ الذي وضعت نفسها فيه، وتنشد رغم قوتها وجبروتها،السلام لجنودها حفظا لماء الوجه، بعد ان تبخرت أحلامها، وأطاح أسلوب وأداء قواتها بالشعارات الخادعة التي اعلنتها من جلب للامن والحرية والديمقراطية للعراق الذي ابتلي جراء هذا الغزو بقمع واستبداد أشد وأقسى ولكن بأدوات وأياد أجنبية.

About this publication