رأي
الغباء السياسي
1/10/07
2007 بقلم: غسان سليمان العتيبي
حتى هذه اللحظات لم تدرك القيادة الإيرانية ان المجتمع الدولي هو الولايات المتحدة، وان المنظمات الدولية كهيئة الأمم هي كذلك الولايات المتحدة، وان الهواء المحيط بإيران والصحراء والماء هي الولايات المتحدة. وهذا هو الواقع المرير الذي يكرهه الجميع، لأن هذا الكابوس المسمى بالولايات المتحدة لم يشهد التاريخ عملاقا مثله في النمو، حتى ان البعض شكك في امكان تنهار هذه الحضارة الجبارة التي تكاد تخالف قوانين التاريخ في ضرورة موت الحضارات بعد شيخوختها.
إيران حتى هذه اللحظة مازالت وستظل في ضلالها القديم، ولن يثنيها عن هذا الضلال سوى ان تصدمها أزمة التدخل العسكري، الذي سيجبرها على تقديم ما هو أغلى من التنازلات، ففي ظل هذه العجرفة الإيرانية الجوفاء مازالت المؤسسات العسكرية والسياسية والمدنية في كل من أميركا واسرائيل تعمل ليل نهار في انتظار الوقت المناسب لتوجه ضربتها القاضية لهذا النظام، الذي قالت عنه أميركا انه محور من محاور الشر في العالم وسكتت! فسيناريوهات الضربة العسكرية على ما يبدو في مراحلها النهائية، وهي ستكون بشكل مفاجئ بحيث تتمكن القوى العسكرية الأميركية أو ‘الأميركية في شكلها الإسرائيلي’ من تدمير كل القدرات النووية الجوفاء التي تغامر من أجلها إيران بمستقبلها وأمنها القومي.
لماذا لا تريد ان تقتنع القيادة الإيرانية بأنها تواجه أشرس قوة عرفتها البشرية، وان الحكمة في التعامل معها والحذر واجب ديني مقدس، فنتائج المواجهة كارثية على هذه الدولة الإسلامية التي يهمنا كثيرا أمنها لأنه جزء من أمن هذه المنطقة الملغومة بالكراهية والأطماع والغباء السياسي، لماذا لا تفكر القيادة الايرانية في الحياة بسلام بعيدا عن حالات التوتر بمساندتها لحزب الله وحماس وتخويفها لدول الخليج العربي وتدخلها في العراق وزرع الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة هناك؟
إيران تغمض عينيها وتتجه نحو فوهة البركان.. وإيران ستظل في طريقها الملغوم حتى تنفجر وتفجر طموحات الفقراء الباحثين عن الحياة بسلام.. فإذا قررت الذهاب إلى الجحيم.. تأكدي انه لا يمكن ان تذهبي بمفردك!
غسان سليمان العتيبي
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.