لماذا هذا الالتفاف؟
استراتيجية بوش الجديدة في العراق، هي ليست للعراق .. وانما هي استراتيجية جديدة ازاء إيران بعد فشل سياسة الاحتواء المزدوج، واقتراب إيران من امتلاك (القنبلة).
حين كان غيرنا، يراهنون، ان الملف الإيراني، لن يدخل مجلس الأمن، قلنا (ان الملف سيدخل .. سيدخل) .. وحين دخل الملف (الأمن) كان الرهان، ان العقوبات لن تتم .. وقلنا (انها ستتم .. ستتم).
كانوا يراهنون، وفي مؤخرة دماغهم روسيا والصين، بكل ما تمثله الدولتان اللتات تجمعهما مصالح ضخمة مع إيران، في مجلس الأمن .. وكان في مقدمة دماغنا أميركا، بكل ما تمثله أميركا من ضغوطات، وبكل ما تمثله من (هيمنة) حتى على روسيا والصين.
رفع بوش السماعة وكلم بوتين فيما كان مندوبو الكبار، يتأهبون لدخول قاعة الامن، للتصويت على العقوبات.
كان المندوب الروسي، حتى تلك اللحظة (يشوشر) على تمرير المشروع .. وكان المندوب الصيني بين .. بين.
لم أكن، قريبا منه .. ولم أكن في نيويورك على الاطلاق، حين رن هاتفه، نقر المندوب الروسي، على المفتاح الأخضر، ليفاجأ ببوتين على الجانب الآخر، من الخط.
ارفع إصبعك السبابة، وأيد العقوبات!
إيران، الآن، تحت العقوبات.
لكن العقوبات، لا تكفي .. ازاء تصلب (المرشد)، وتصلب نجاد .. وإيران (النووية) تمثل في المستقبل القريب الخطر الأول على إسرائيل!
الذين يستبعدون «الضربة» لإيران لكأنما في آذانهم، وقر، يحجب عنهم كل هذا (الأزير)، أزير الحاملات والمدمرات التي عبرت قناة السويس، إلى البحر الأحمر، ثم الخليج.
والذين يستبعدون الضربة لإيران، كأنما هم يصدقون نفي إيران، لتقرير (صنداي تايمز) الذي كشف مخطط الضربة النووية الذكية لـ «نطنز» و(أصفهان» و«أراك» .. وهي الضربة، التي يليها رد إيراني، بالضرورة .. وحين ترد إيران فانها لا تفرق، فاسرائيل وأميركا وجهان لعملة واحدة .. وحين ترد ايران، فإن اميركا سترد ايضا!
أيضا الذين يستبعدون الضربة لإيران، لم يقرأوا فيما بين سطور نشر اميركا للباتريوت (لطمأنة حلفائنا في المنطقة)، وهو النشر الذي جاء في استراتيجية بوش الجديدة في العراق، لكأنما ان المقاومة في العراق، تقاتل بالصواريخ العابرة، إلى دول الجوار!.
كذلك، الذين يستبعدون «الضربة» كأنما لا ينظرون إلى ارسال «20» الف جندي إلى العراق، إلا في اطار نشرهم في شارع حيفا، أو الكاظمية، أو الكرادة!
الضربة ، آتية ..
و«حدوتة» ان أميركا لن تضرب إيران، لأن اكثر من «130» ألف جندي أميركي، في العراق، سيصبحون بين يوم وليلة، (رهينة)، هي (حدوتة) جدة، لا تحسن غير التثاؤب، في أول الليل .. الضربة ، آتية..
واستراتيجية بوش الجديدة، في العراق، ما هي في الأًصل، الا استراتيجية بوش الجديدة، في حرب الخليج الرابعة!
آه ، يا خليج ..
يا واهب (الباتريوت)
والردى!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.