أمريكـا
ليث الصندوق
بغداد
مع الاعتذار لولت ويتمان
أمريكا
أيتها المفروشة كصفار البَيض
على مقلاة المحيط
أيّ طهاةٍ حملوك إلى الشرق
على صينيّةٍ اسمها حاملة طائرات ، أيتها المقليّة ُبشحم المنبوذين
أنتِ محرّمة ٌعلينا
لذلك أكلناكِ مُخدّرين بالصفعات .
أعلامُك ترفرف ؛ حمراءَ زرقاءَ
كحيتان ٍمذبوحةٍ في البحر
أعلامُكِ
يفرشُها جنودُكِ على دباباتهم
فتبدو على ضخامتها
صغيرة ًكالنمل .
كنا نائمين
عندما عَوَتْ ذئابُك في حقولنا
الحرّاسُ الذين استفزوها هربوا
حاملين معهم الأقفال
أملين أن يعودوا بعد موتنا ثانية
ليسرقوا من جماجمنا
أسناننا الذهبية
آه .. ما عاد يجدي الندم
فقد استأمنا دُمى القش
على السنابل والحقول
***
أمريكا
كواسجُك العمياء تخترق ظلمة المحيطات بدون نظاراتٍ طبيّة
إنها اليومَ تسبحُ في فناجين قهوتنا
فلا نقوى أن نذيبَها بملعقة من السكّر
كنا نحبك قبلَ أن نأكل بيوضَكِ
وبعد أن بلعناها انفجرتْ في بطوننا
فهي لم تكن سوى قنابل .
***
أمريكا
لقد صفقنا لدباباتك
وهي تنفخ بطوننا بالدخان والغبار
كنا فرحين
نركُضُ خلفَ حديدك
خادعين عيوننا بأنها فراشات
فقد كانت وعودك مثل المطر
بللتنا
وبرّدَتْ أجسادَنا المحمومة
لكن أمطار الوعود تسبّبت ببرك من الوحل
طمَرَتْنا
فما عادَ يَبينُ منا سوى الصلعات
مغروزةٍ في الأرض كفقاعاتِ الغرقى
نعم
أنتِ اقتلعتِ الدكتاتورَ من أرضنا
ولكنكِ بَدَلهُ
غرستِ الإرهابيين في فرواتِ رؤوسنا
* * *
أمريكا
تهرّأتْ أكتافنا من البنادق
وتدمّتْ أعيننا من الانتظار
منذ قرون ونحن نمتطي الحيطان
لعلها تنطلق باتجاه الأفق
لم تكن ضالتنا سراويل الجينز
ولا الفياكرا
لكنَّ رئيسَك
سكبَ في آذاننا الماء المغلي
ظناً منه أنّ مذاقنا سيصبح حلواً
***
أمريكا
نحن نعتب عليكِ
لأنّ تخمتك
لم تمنعك أن تلطعي أقدامنا
أيتها الشرهة
إن أقدامنا ملطخة بالوحل
وليس بالشيكولاته
***
نصيحتي إلى مبتلعي النيران
وقاضمي الجمر
أنظروا إلى حروقنا
قبل أن تلقوا أجسادكم في المواقد
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.