Bush's Fall from Grace Before the People …

<--

الهزيمة الحقيقية لبوش؟!!

حيدر رشيد

رغم ان الهزائم العسكرية تلاحق بوش من كافة الجوانب وتكلف الشعب الامريكي آلاف القتلى في اكثر من جبهة خارجية الامر الذي يؤكد هذه الهزائم ويعطيها بعدها الكامل, الا ان الهزيمة الحقيقية لبوش لم تتحقق الا خلال الاسابيع الاخيرة وبعد الانتخابات الامريكية الجزئية التي تمت.

هزيمة بوش بعد هذه الاحداث هزيمة قاسية بكل معاني الكلمة لانها هزيمة داخلية, ولانها جاءت على يد الشعب الامريكي نفسه الذي يدعي بوش بأنه يحارب الارهاب بالنيابة عنه, ويورط معه الادارة الامريكية في مستنقعات الغزوات الخارجية التي لا دافع لها سوى تنفيذ مخططات المحافظين الجدد المتطرفة واهواء اصحاب الاستثمارات من اصحاب الشركات المتعددة الجنسية.

الهزائم الداخلية هي اقس الهزائم وابشعها وعملياً فان الزعامة ان لم تكن تستند الى الاغلبية سواء كانت برلمانية او وزارية او حزبية فانها قطعاً زعامة شكلية مفرغة من المضمون, وفي كافة انواع الانتخابات فان استقرار الزعامة او القيادة مرتبط بالاستناد الى الاغلبية التي هي الأهم ولا يمكن ان يقبل احد بالزعامة من دونها. ومشكلة بوش الجديدة والخطيرة انه بات لا يملك مثل هذه الاغلبية لدرجة ان البعض من اعضاء حزبه في الكونغرس باتوا يتحفظون على برامجه واستراتيجيته الجديدة في العراق.

الملامح الأولية لهزيمة بوش الحقيقية ظهرت منذ سقوط رامسفيلد ووزيرة خارجيته التي تقفز من مكان الى مكان الآن دون ان تكون قادرة على التحدث مستندة الى قوة الدولة الأعظم, فهذه القوة لم تعد كونداليزا رايس تمثلها لان هنالك من يستطيع ان يغير من قراراتها وان يوقف اجراءاتها.

السقوط الأكبر لبوش وهزيمته الحقيقية جاءت عملياً من خلال فوز الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس الاخيرة بفارق من الاصوات عن الجمهوريين لا تزيد عن اصابع اليدين وهذا الفارق البسيط في هوى توجهات الشعب الامريكي الذي أدت اليه سياسات بوش الخارجية هو الذي حقق هزيمة بوش الاخيرة الحقيقية, ومنذ هذه الايام وحتى الانتخابات الامريكية المقبلة فان بوش سيتعرض لمزيد من الهزائم العسكرية والخارجية لانه لم يعد قادراً على تنفيذ ما يريد من دون العودة الى مرجعية داخلية كانت تحركها توجهاته والمحافظون الجدد من حوله.

السقوط الحقيقي والهزيمة التي لا مجال لمعالجة اثارها هي سقوط الحاكم امام شعبه, وعند ذلك فان كل ما يعتقد انه حققه من الامجاد سيكون في مهب الريح.

About this publication