سمير المقرن
الحلم الأمريكي ومحاولة العبور نحو الشرق الأوسط 2-2
سمير المقرن
عندما وصف الكوميدي الأمريكي الساخر الولايات المتحدة الأمريكية ( أمريكا ) بأنك تستطيع وأنت بها عمل أي شىء والحصول على كل ما تريده ولكن المهم أن لا يتم القبض عليك من السلطات الأمنية أو إدانتك من السلطات القضائية !. فإنه من الواضح أن هناك مبالغة في هذا الوصف عند تصوير الحلم الأمريكي والذي يتطلع له العديد من البشر في دول عديدة من العالم.
وعندما أرادت الولايات المتحده الأمريكية أن تختصر الطريق على كل هؤلاء الحالمين بها وفي ظل هيمنتها الحالية على العالم كقوة عظمى؛ بدأت في الترويج للحلم الأمريكي في مناطق عديدة من العالم وأصبحت تفعل ذلك وهي تلوح بقوتها العسكرية وتقوم بإستخدامها في أحيان أخرى. وهنا في شرق أوسطنا المثقل بالهموم لطالما نجد هجوماً دائماً لدى شريحة كبيرة من المجتمع ضد كل ما له علاقة بأمريكا بسبب سياساتها الخارجية المرتبطة بكيان إسرائيل وبسبب كل ما تقوم به إسرائيل من تنكيل وقتل وتدمير للشعب والكيان الفلسطيني، ويضاف إلى أسباب نزعة الكراهية أو عدم الرضا لدى مجتمعات الشرق الأوسط التخبط الواضح في السياسة الأمريكية في السنوات الأخيرة عندما قررت أن تدخل وتتدخل في شئون الشرق الأوسط، بل وتقدم النصائح لحكامه وشعوبه وأرادت وفق إعلانها الرسمي على الأقل رسم صورة جديدة وجميلة للشرق الأوسط ولكنها فوجئت بأنها خُذلت من قبل من أوهموا مسئوليها ومخططيها بأنهم يفهموننا ويتوقعون ردود أفعالنا ويقدرون بشكل دقيق تأثير مراكز القوى لدينا.
وبالعودة إلى أمريكا مرة أخرى؛ نجد أن هناك حلما آخر شهيرا ويمتاز بجماله وإنسانيته وشرعيته وهو حلم مارتن لوثر كنج ( الزعيم الأمريكي الأسود ) الذي كان يتحدث عنه كثيراً حتى آخر يوم أغتيل فيه بسبب هذا الحلم والذي كان يشمل العدل والمساواة في سبيل ضمان الحقوق المدنية لكل إنسان ليعيش وفق منظومة من الإحترام والتقدير الإنساني المتبادل؛ وبينما «الحلم الأمريكي» يرتكز على تحقيق ما تريد بغض النظر عن طبيعة وشرعية ما تريده كان بالمقابل حلم مارتن لوثر كنج يتفوق عليه بمراحل إنسانية عديدة لأنه يستهدف حماية حقوق الفرد في المجتمع. وبعيداً عن الأفلام (عفواً أقصد) الأحلام الأمريكية وغير الأمريكية فإن الحلم الإنساني الحقيقي هو أن يعيش الانسان ضمن نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي لا يحتكر حريته الشخصية ويسمح له بالإنطلاق لتحقيق ما يريد وفق ضوابط وقواعد نظامية تحميه من الجانب الشرير الذي قد يكون يكمن في داخله أو قد يطاله من أفراد المجتمع وفي نفس الوقت يحمي الآخرين والمجتمع منه إذا كان يسلك طريقاً يسبب السوء للأفراد أو للمجتمع؛ وهذا بكل تأكيد هو حلم كل بني البشر أم هو حلم المدينه الفاضلة لأفلاطون.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.