Who Gave America the Right?

<--

سياسة العصا الغليظة

محمد ذيب الحميداني – جدة

لم يعد يخفى على الجميع ما يحدث في العالم بأسره من المد الهائل لنفوذ القوة العسكرية الأمريكية، وقرع رؤوس الدول التي تريد أن تطيل أعناقها لتكتشف الحقائق على صورتها الطبيعية، وهذا ما لا ترغب فيه أمريكا تحت بعض المسميات المزعومة.. ولكن السؤال هنا، من الذي منح أمريكا حق وكيل النيابة والقاضي والجلاّد الدولي في آن واحد وبزعم الدفاع الذاتي الوقائي؟. ومن الذي منحها حق دمغ كل من يُعاديها بالإرهاب والرجعية؟.

ومن الذي (شرعن) لها أن صوت السلاح يعلو فوق صوت القانون؟. ولماذا تُنفق الملايين من الدولارات على جبال السلاح هنا وهناك، بينما الأولاد يموتون كل يوم؟ وماذا استفاد العالم من (حروب النجوم) وهل لم يبق في حياة أولئكم الناس رحمة ولا رأفة ولا..؟ لكنهم استخدموا وما زالوا يستخدمون- جيشاً من الخبراء في مجالات الاتصال والإعلام.. إضافة إلى عمليات غسيل مخ أوساط الرأي العام حتى التضليل والخداع والغش والكذب، المهم أن تُنفذ خطط تأديب كل من يقف ضد أمريكا.

فأين الإصلاح وأين الأثر الايجابي الذي خلفته امريكا في الشرق الاوسط.. أين الديمقراطية التي تنادي بها صباح مساء، أين الأمن الذي تسعى أمريكا لنشره بين شعوب العالم. لا شيء يذكر سوى أننا نرى دماءً ودماراً وعاراً وشناراً.. فشل ذريع خلف كل خطوة تخطو بها أمريكا نحو الاصلاح. فأي قيم تحملها أمريكا ؟ وأي مُثل عليا سامية تدّعي أنها مفخرة لها؟ وما هو ذنب الفيتناميين الآمنين عندما قصفتهم أمريكا (بالنابالم)؟ وما هو الجرم الذي قام به أطفال العراق الشقيق عندما حاصرتهم أمريكا.. ففقدوا الطعام والدواء.. وأصيبوا بالأمراض الفتاكة..؟ وما هو الذنب الذي اقترفته بعض الدول الضعيفة التي لا تملك حولاً ولا قوة في تدبير سياستها الداخلية والخارجية كالصومال؟.

إن المسألة لا تعدو عن البربرية والهمجية التي تقوم بها زعيمة العالم اليوم، وكل ذلك تحت أسماع ومشاهدات المنظمات الدولية.

About this publication