العـراق للجميـع
علي مدي ما يقارب الأربعة أعوام يبدو بأن السياسة في العراق أصبحت احادية التفكير طائفية الهوي بعيدة عن الحس الوطني والواقع العراقي. فقد أستنفدت ما لديها من سبل الحوار وابتعدت عن المصداقية والجلوس معاً وبقيت منطوية علي نفسها تعجز عن مواجهة الحقيقة والتصريح بها ومخاطبة جميع أطراف الشعب العراقي. وجدناها وعبر هذه الأعوام تبحث عن مصالحها الضيقة واللجوء إلي التنصل من المسؤولية الملقاة علي عاتقها ولا تستطيع انقاذ المتبقي ووقف دوامة العنف الطائفي ووضع اليد علي شلالات الدم الهادر الذي تصطبغ به شوارع الأسفلت وجدران الأسواق والساحات العامة.
واليوم ظهر جلياً ولا لبس فيه ولا غموض عليه من عمليات الثأر والتطهير العرقي وهم لا يستطيعون تحريك ساكن حيال هذه الأعمال البربرية ذات الطابع اللاإنساني، بل بقوا متمسكون بمواقفهم القديمة ذات الطابع العشائري الصرف وذات الثقافة المتخلفة عن ركب التطور حتي وصل الأمر إلي التعقيد والتشابك متأثرة بمواقف دول الجوار ذات الرفد المالي والاعلامي وارسال المقاتلين تحت واجهات عديدة. فأين سياسيونا الذين طلقوا مقاعد البرلمان وذهبوا برحلة حول العالم وعواصمه وهم يتطلعون إلي أخبار الداخل عبر شبكات الانترنت وخلال الهاتف المحمول. لو كانت هناك نوايا سليمة غير مبيتة لما أتاحوا لأنفسهم التنصل عن المسؤولية الملقاة علي عاتقهم وبقوا مستأنسين بشرب الأنخاب علي المشهد العراقي الدامي والمحترق أو من هناك راحوا يصبون زيت التحريض ليشعلوا الفتن ويحرقوا ما لم يتم حرقه. كان الأولي بهم ألا يسمحوا باستخدام القوة المفرطة ويستنكروا ويدينوا من يقوم بالقتل الجماعي اللامبرر. فعليهم أن يدعوا جميع الأطراف إلي الاجتماع لتحاشي الوقوع في وحل الارهاب والتخلص من القوة المميتة المخولة ويضعوا السلاح جانباً ويفتحوا المغاليق المستحكمة بوحدتهم وشفافيتهم ويعيدوا النظر في حساباتهم وسياساتهم التي لا يجنوا منها إلا الخراب.مَنْ المسؤول عن الجثث المجهولة الهوية وعليها آثار التعذيب بأعداد مرعبة؟ مَنْ المسؤول عن التفجيرات اليومية في بغداد وبقية المحافظات؟ مَنْ المسؤول عن خطف العشرات من المواطنين سواء من دوائر الدولة أو من الشارع ومن الجامعات؟ أين التحقيق الذي تعلن عنه الأجهزة الأمنية عن الفاعلين عن الخطف والقتل ولم تعلن النتائج. فالغموض الذي يكتنف المخطوفين والخاطفين مازال قائماً ولن تصل إلي الاعلام نتائج التحقيقات.
نأمل من الجميع أن يعيدوا زرع الثقة باخوتهم وشركائهم في المسيرة الديمقراطية ويردموا الهوة التي وقعت بالتآخي والمحبة والايثار ويوقفوا محاولات القتلة والمارقين وامراء الذبح علي الهوية وانقاذ العراق من التشرذم والانفلات الأمني والانقسام.
علي الاخوة البرلمانيين ان يستصدروا قراراً بمعاقبة مَنْ يحرض علي الارهاب كائن مَنْ يكون، فعصر التأليه والتقديس قد ولي وبدأ عصر الديمقراطية الذي سيؤتي أُكله إذا ما توحدت القلوب وخلصت النوايا.
إلام يبقي العراقيون يدفعون ضريبة الدم منذ “العصر الذهبي” وحتي “عصر التحرير” وليكن شعارنا العراق للجميع.
اسـماعيل الساعدي – بغداد
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.