قرابين معبد بوش
مؤامرة الطائفية، التي باتت إدارة الشر الأميركية تخطط لنشرها في المنطقة العربية الإسلامية عموماً، تعد استهانة ما بعدها استهانة بقيمة الروح الإنسانية، إذ إن الحرب بين الطوائف إن اشتعلت، أو فلنقل، إن تم توسيع انتشارها، فإنها سوف تؤدي إلى نتيجة حتمية واحدة، لا غير. وتلك النتيجة هي حصد الأرواح من كل الأطراف، فقط.
الغرباء لن يعانوا من شيء إذا اندلعت حرب طوائف في كل بلد إسلامي، لأن القتلى سيكونون من المسلمين وحدهم. الغرباء لن يخسروا أي شيء، لأن القتلى لن يكونوا منهم هم، بل من سائر طوائفنا نحن. نحن المسلمين من كل الأطراف، الذين كُتِب علينا أن نموت ملايين المرات عندما «قررت» الولايات المتحدة الأميركية تحريك دميتها صدام حسين للهجوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، ونحن الذين تريد إدارة المجرمين الجدد القابعة في واشنطن اليوم أن تكرر اللعبة ذاتها عندنا مرة أخرى! ولكنها لعبة أكثر قذارة من سابقتها، إنها لعبة الحرب الطائفية الشاملة التي تريد لنا إدارة الشر الأميركية أن نعاني من ويلاتها لأعوام، يموت خلالها الملايين، ثم لا ينتصر فيها أي جانب على الآخر، لكي يبقى الجميع ضعفاء!
نحن نقتل أنفسنا بأيدينا، لكي «نكتشف» بعد أعوام طوال، وبعد إزهاق ملايين جديدة من الأرواح البريئة، بأن المنتصر الحتمي الوحيد والحصري، ليس هو إلا إدارة الشر القابعة في البيت الأسود… فهل ستمر لعبة ثمانينيات القرن الماضي مرة أخرى، ولكن بشكل أبشع هذه المرة، يؤدي إلى خلخلة الأمن في كل دول المنطقة مجدداً؟ ولماذا «يجب» علينا دائما أن نكون «أدوات» مطيعة «يستخدمها» أشرار العالم في إيذاء أنفسنا بأنفسنا، وتخريب بلداننا وبيوتنا… بأيدينا؟ هل أضحى قدراً علينا أن نكون قرابين معبد بوش وأزلامه إلى الأبد؟
كاتب وأكاديمي كويتي
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.