Ban Ki-moon's Near Miss: Still Twenty Rockets to Go …

<--

توقيع

2007/03/23

توقيع

الباقي عشرون قنبلة

فاتح عبدالسلام

جميع القنابل والصواريخ تنطلق من فوهات وتضرب أهدافاً محددة ولا تحتمل تفسيرات خارج عملية الاطلاق والانفجار إلاّ القنبلة التي سقطت بالقرب من المؤتمر الصحفي للأمين العام للأمم المتحدة في بغداد، إذ لا أحد يستطيع الادعاء ان لها تفسيراً واحداً أو انها اطلقت لتصيب هدفاً واحداً بعينه، فهي قنبلة حمّالة وجوه وتأويلات مختلفة. هناك مَنْ عدّها قنبلة أمريكية من حيث التوقيت والأداء وموقع السقوط لتكون ناقوس تحذير يحدد بالأمتار المسافة التي ينبغي أن تكون عليها الأمم المتحدة من الخط الأحمر الذي تقترب منه في البلد الذي يعد الأول في اهتمامات واشنطن.

وهو تفسير يناقضه واقع الحال الظاهر من خلال الرغبة القوية التي أبدتها الولايات المتحدة خلال اكثر من سنة لاشراك الأمم المتحدة في ترتيبات وضع العراق.

جميع القنابل تنشطر وتتشظي وتذروها الرياح إلاّ شظايا قنبلة كي مون حيث ستبقي في أرشيف الذاكرة الدولية ولا يستطيع تجاهلها أي متحف للأمم المتحدة. وحين يتقاعد كي مون سيجمع احفاده حول موقد الشتاء ويحدثهم كيف ذهب الي بغداد في (عز) خطتها الأمنية المحكمة فلم يتسرب منها سوي قنبلة واحدة داخل المنطقة المحمية كادت تطيح رأسه.

وتلك القنبلة تقبل أيضاً تفسير أن تكون خرقاً أمنياً لاحد الفصائل المقاومة للاحتلال حيث لم تنقطع عن قصف المنطقة الخضراء منذ أربع سنوات.

ولا احد يستبعد أن تكون قنبلةً مرسلةً من المليشيات العابثة التي أيقنت أن وجودها بات في نظر العالم كله غير شرعي وخارقاً لكل ما يمت بصلة لمفهوم الدولة، ويعوق اية محاولة دولية لإصلاح أوضاع العراق. بالرغم من ان المليشيات مازالت تحسب حسابا لأبرز حليف لها تحرص عليه ولا تفكر بالمغامرة به من اجل اخافة امين عام الأمم المتحدة أو حتي من أجل رأسه!

وتلك القنبلة يمكن ان تكون أيضاً مقذوفة بفوهة من دولة مجاورة تري خطراً علي نفوذها وامتيازاتها ورجالها في العراق اذا توسع دور الأمم المتحدة وشمل ملفات الأمن والاعمار.

تفسيرات عدة تقبلها عن طيب خاطر تلك القنبلة الوحيدة غير انها لا تقبل تفسيراً واحداً هو أن تكون تحية لضيف دولي يزور بغداد.. الاّ إذا عددناها واحدةً من القذائف الإحدي والعشرين التي تطلق عادة في استقبال الزعماء. يا تري لمن تكون القنابل العشرون المتبقيةـ

About this publication